أخبار الخليج

صحيفة: الإمارات تمنع مشاركة شركات إسرائيلية في معرض دبي للطيران لأسباب أمنية

في خطوة غير مسبوقة منذ توقيع اتفاقية التطبيع بين الإمارات وإسرائيل قبل خمس سنوات، كشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية، أن أبوظبي أبلغت المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية بقرارها منع الشركات الإسرائيلية من المشاركة في معرض دبي للطيران المقرر انعقاده في نوفمبر المقبل.

وجاء القرار، الذي وصف رسمياً بأنه مرتبط بـ”اعتبارات أمنية”، وفق تقارير عبرية على خلفية الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت قادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة.

وبحسب ما أوردته الصحيفة العبرية، فإن منظمي معرض دبي للطيران، وهو أحد أبرز معارض الدفاع والطيران في العالم ويُعقد كل عامين في الإمارات، أرسلوا صباح الأربعاء إشعاراً رسمياً إلى وزارة الدفاع الإسرائيلية وإلى مديري شركات الصناعات العسكرية المعنية، يفيد بمنع مشاركتها في الدورة المقبلة.

وتُعد هذه المرة الأولى منذ توقيع اتفاق التطبيع عام 2020 التي تتخذ فيها أبوظبي خطوة بهذا الحجم ضد الجانب الإسرائيلي، ما يعكس حجم التوتر الدبلوماسي الذي أثاره العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، والتصعيد الأخير ضد قطر.

مشاركة إسرائيلية سابقة واسعة

في فبراير الماضي، كانت الإمارات قد استضافت مشاركة إسرائيلية واسعة في معرض الدفاع الدولي (آيدكس) ومعرض الدفاع والأمن البحري (نافدكس) في أبوظبي، حيث حضرت نحو 40 شركة حربية إسرائيلية.

وشملت القائمة شركات كبرى مثل الصناعات الجوية الإسرائيلية، ورافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة، وإلبيت سيستمز، إضافة إلى شركات تصنيع أسلحة مثل “إمتان”. وخلال تلك المعارض، عرضت هذه الشركات أسلحة متطورة، بعضها جرى استخدامه فعلياً في الهجمات على قطاع غزة، وهو ما أثار موجة انتقادات واسعة آنذاك.

حرب غزة وتداعياتها الإقليمية

يأتي القرار الإماراتي في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 64,600 فلسطيني وتدمير واسع للبنية التحتية في القطاع، إضافة إلى دفع السكان نحو المجاعة.

العدوان الذي تصفه منظمات دولية بأنه الأقسى في تاريخ الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، زاد من عزلة إسرائيل الإقليمية، وفتح الباب أمام تصدعات حتى مع الدول التي وقّعت معها اتفاقيات تطبيع.

والشرارة الأبرز التي دفعت الإمارات إلى اتخاذ موقفها كانت الغارات الجوية الإسرائيلية يوم الثلاثاء على العاصمة القطرية الدوحة.

فقد استهدفت تلك الغارات وفداً من حركة حماس كان يعقد اجتماعاً لمناقشة مقترح لوقف إطلاق النار قدّمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأسفر القصف عن استشهاد ستة أشخاص، بينهم نجل القيادي في الحركة خليل الحية ومدير مكتبه.

وأثار الهجوم، الذي اعتبرته قطر اعتداءً سافراً على سيادتها، تنديداً واسعاً في المنطقة والعالم، فيما سارعت الإمارات إلى إعلان موقفها المتضامن مع الدوحة.

الموقف الإماراتي الرسمي

أصدر وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد بياناً شديد اللهجة أدان فيه ما وصفه بـ”الاعتداء الإسرائيلي السافر والجبان”، مؤكداً أن هذا الهجوم يشكّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأضاف أن استمرار مثل هذه الأعمال المتهورة يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، محذراً من تداعيات كارثية إذا لم يتحرك المجتمع الدولي بشكل رادع.

كما شدّد الوزير على تضامن بلاده الكامل مع قطر، مؤكداً أن الإمارات ستدعم كل ما من شأنه حماية أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.

تداعيات على مسار التطبيع

قرار أبوظبي حظر مشاركة الشركات الإسرائيلية في معرض دبي للطيران يعكس تحولاً سياسياً لافتاً في مسار التطبيع.

فبينما كانت العلاقات في السنوات الماضية تتسم بتصاعد التعاون العسكري والتجاري، يبدو أن التطورات الأخيرة دفعت الإمارات إلى إعادة النظر في الانفتاح غير المشروط على إسرائيل.

ويرى مراقبون أن الخطوة الإماراتية تحمل رسالة مزدوجة: الأولى لإسرائيل بضرورة وقف التصعيد العسكري الذي يهدد المنطقة برمتها، والثانية للولايات المتحدة والمجتمع الدولي بأن استمرار تجاهل تجاوزات إسرائيل قد يقوض الاستقرار ويضع حلفاءها العرب في مواقف أكثر حرجاً أمام شعوبهم.

الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=72684

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى