استطلاع بلومبيرغ: خفض السعودية يعوّض زيادة الإمارات ويبقي إنتاج أوبك مستقرًا
أظهر استطلاع أجرته وكالة “بلومبيرغ” أن إنتاج النفط الخام في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ظل مستقرًا خلال شهر يوليو، إذ عوّض الخفض السعودي الملحوظ جزئيًا الزيادة التي سجلتها الإمارات، مما حافظ على التوازن الإجمالي للإنتاج داخل المنظمة في ظل تحولات متسارعة في السوق العالمية للطاقة.
إنتاج ثابت رغم التباينات
بحسب نتائج الاستطلاع، بلغ متوسط إنتاج أوبك في يوليو نحو 28.31 مليون برميل يوميًا، دون تغيير يُذكر مقارنة بإنتاج شهر يونيو، ما يشير إلى توازن دقيق بين التراجع في بعض الدول والزيادة في أخرى.
وقد خفضت السعودية إنتاجها بمقدار 220 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى 9.53 مليون برميل يوميًا، في خطوة فسّرها مراقبون على أنها جزء من استراتيجية لإدارة السوق بعد الزيادة المؤقتة في يونيو بسبب النزاع الإقليمي بين إسرائيل وإيران، حيث ضخت المملكة آنذاك كميات إضافية لتأمين الإمدادات خارج مناطق التوتر.
في المقابل، رفعت الإمارات إنتاجها بنحو 100 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى 3.5 مليون برميل، وهو ما يعادل نصف مقدار الخفض السعودي تقريبًا.
خلفية استراتيجية للتحولات
يأتي هذا التغير ضمن تحولات أوسع في سياسات إنتاج أوبك وحلفائها، الذين يسعون منذ أشهر إلى استعادة جزء من الحصة السوقية العالمية التي فقدوها خلال فترات الخفض السابقة. وقد أسهم هذا التوجه في انخفاض أسعار النفط عالميًا، حيث يتم تداول خام برنت حاليًا عند نحو 68 دولارًا للبرميل، وهو أدنى من مستويات العام الماضي.
وفي خطوة جديدة، وافق تحالف أوبك+ يوم الأحد على زيادة الإنتاج بمقدار 547 ألف برميل يوميًا لشهر سبتمبر، كجزء من استكمال المرحلة الأولى من استعادة الإمدادات المتوقفة. وذكر التحالف أن خياراته القادمة مفتوحة على احتمالات مختلفة، من مواصلة الزيادة إلى العودة إلى سياسة الخفض، تبعًا لتقلبات السوق.
تفاوت في الالتزام داخل التحالف
رغم محاولات التنسيق، كشف الاستطلاع عن تفاوت في الالتزام بحصص الإنتاج بين الدول الأعضاء. فقد أنتجت الخمسة دول المشاركة في اتفاقات الإمداد داخل أوبك نحو 20.7 مليون برميل يوميًا في يوليو، وهو أعلى بـ451 ألف برميل من هدفهم الجماعي، وذلك دون احتساب عمليات التعويض السابقة للإنتاج الزائد.
كما يشارك في هذا الاتفاق ثلاث دول من خارج أوبك، مما يعكس البنية المعقدة للتحالف الذي يقود السياسة النفطية العالمية منذ 2016.
السعودية: خفض مدروس بعد تدخل استثنائي
تشير البيانات إلى أن السعودية عدّلت إنتاجها لشهر يونيو إلى 9.75 مليون برميل يوميًا، متجاوزة حصتها الرسمية بشكل مؤقت، وهو ما برّرته الرياض لاحقًا بأنه إجراء وقائي لتأمين الإمدادات العالمية في ظل تصاعد التوترات الإقليمية.
وقد طالبت المملكة، بحسب بلومبيرغ، الجهات المسؤولة عن تقييم الإنتاج داخل أوبك باحتساب الكميات التي جرى تسليمها فعليًا للسوق العالمية وليس فقط الإنتاج الكلي، في مسعى لتأكيد التزامها بالحصة الرسمية المتفق عليها، مع الحفاظ في الوقت نفسه على مرونة كافية للتدخل وقت الأزمات.
قراءة مستقبلية
تُظهر هذه التطورات أن أوبك لا تزال تسيطر بشكل نسبي على توازن السوق، رغم تعدد المؤثرات الجيوسياسية والضغوط الاقتصادية. وبينما تتجه الأنظار إلى نتائج اجتماع سبتمبر، يبدو أن المنظمة ستواصل المناورة بين خفض الإنتاج للحفاظ على الأسعار، وزيادته لضمان حصتها من السوق في ظل المنافسة المتزايدة من المنتجين خارج أوبك.
في الوقت الراهن، يظل الاستقرار الظاهري في إنتاج أوبك هشًا، ويعتمد على استمرار التوافق بين الأعضاء الرئيسيين، وفي مقدمتهم السعودية والإمارات، رغم التباينات المتزايدة في الحسابات الوطنية لكلا البلدين.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=72251



