أخبار الخليج

 على شفا صدام إقليمي: السعودية تحشد 20 ألف مقاتل على حدود اليمن وتحذّر حليف الإمارات

كشفت تقارير صحفية عن حشدٍ عسكري سعودي واسع على الحدود مع اليمن، في تطور ينذر بتصعيد خطير داخل معسكر التحالف نفسه، وسط تصاعد نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات في شرق وجنوب البلاد.

ووفق ما أوردته صحيفة الغارديان البريطانية، فإن ما يصل إلى 20 ألف مقاتل من القوات المدعومة من الرياض بدأوا بالتمركز قرب الحدود اليمنية، في وقت يتعرض فيه المجلس الانتقالي لضغوط مباشرة للانسحاب من مكاسب إقليمية كبيرة حققها خلال الأسابيع الماضية.

ويأتي هذا التحشيد بعد تقدم سريع وغير متوقع للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة حضرموت الشاسعة والغنية بالنفط، والتي تمثل نحو 36% من مساحة اليمن، قبل أن يمتد نفوذه إلى محافظتي المهرة وأبين.

ويستخدم المجلس هذا التوسع الميداني لرفع سقف مطالبه السياسية، وعلى رأسها إعادة تقسيم اليمن إلى دولتين، شمالية وجنوبية، كما كان الحال قبل وحدة عام 1990.

وبحسب مصادر مطلعة، فقد أُبلِغ المجلس الانتقالي، المدعوم إماراتياً، بإمكانية تعرضه لغارات جوية سعودية مباشرة في حال رفض الانسحاب، وهو تحذير غير مسبوق يهدد مواقع استراتيجية يسيطر عليها المجلس.

وفي هذا السياق، بدأت قوات مدفوعة الأجر، معظمها من ميليشيا ممولة من السعودية تُعرف باسم «درع الوطن»، بالتجمع في منطقتي الوديعة والعبر القريبتين من الحدود السعودية.

في المقابل، تلقى المجلس الانتقالي تطمينات باستمرار الدعم الإماراتي، ما يفتح الباب أمام احتمال اندلاع مواجهات غير مباشرة بين قوات موالية للرياض وأخرى مرتبطة بأبوظبي، في مشهد يعكس عمق التصدعات داخل التحالف العربي الذي تدخل في اليمن عام 2015.

وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن استئناف القتال على نطاق واسع في اليمن قد تكون له تداعيات إقليمية تمتد إلى البحر الأحمر وخليج عدن والقرن الأفريقي.

ودعا جميع الأطراف، بما فيها القوى الخارجية، إلى تجنب “الإجراءات الأحادية” التي قال إنها لن تقود إلى السلام، بل ستعمّق الانقسامات وتزيد من مخاطر التصعيد والتفكك. وأكد ضرورة الحفاظ على سيادة اليمن ووحدة أراضيه، في بلد أدت الحرب فيه إلى نزوح نحو خمسة ملايين شخص.

ورغم الضغوط السعودية، أعلن المجلس الانتقالي، خلال محادثات جرت في معقله بمدينة عدن، رفضه الامتثال لمطلب سحب قواته من حضرموت، التي دخلها للمرة الأولى قبل أسبوعين فقط، ثم وسّع انتشاره إلى المهرة، قبل أن يرسل قوات إضافية إلى أبين، في خطوة فسّرها مراقبون على أنها محاولة لفرض أمر واقع جديد على الأرض.

وأثار هذا التقدم دهشة الرياض، التي كانت حتى وقت قريب اللاعب الأكثر نفوذاً في اليمن. ويرى مراقبون أن التحركات الأخيرة تمثل إحراجاً سياسياً وأمنياً للسعودية، إذ تجري على حدودها المباشرة، وليس على حدود الإمارات.

وفي هذا السياق، قال الباحث في مركز تشاتام هاوس، فارع المسلماني، إن السعودية حاولت حتى الآن اتباع “الصبر الاستراتيجي”، لكنه رجّح ألا يستمر طويلاً، مشيراً إلى أن اليمن بات ساحة مكتظة بالوكلاء والمقاتلين الشباب، وأن جميع الأطراف باتت “تضع أوراقها على الطاولة”.

ومع سيطرته على حضرموت ومناطق أخرى، يستطيع المجلس الانتقالي الادعاء بأنه بات يهيمن على كامل جغرافيا دولة اليمن الجنوبي السابقة، بما في ذلك موانئ استراتيجية مثل المكلا والشحر ومحطة تصدير النفط في الضبة. غير أن هذا الطموح يصطدم بمعارضة قوى سياسية وقبلية جنوبية لا تؤيد الانفصال.

وفي هذا السياق، حذّر حزب الإصلاح اليمني من خطورة ما يجري، معتبراً أن الدعوات داخل حضرموت لمطالبة المجلس الانتقالي بالانسحاب قد تتحول إلى موجة واسعة. وقال قياديون في الحزب إن دخول قوات غير نظامية إلى محافظات مستقرة يهدد مؤسسات الدولة ويغرق المناطق الآمنة في الفوضى، محذرين من أن المستفيد الأكبر من هذه الانقسامات هو جماعة الحوثي.

الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=73383

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى