شرطة دبي تحبط تهريب 90 ألف حبة كبتاجون داخل أزرار ملابس
أعلنت شرطة دبي عن إحباط واحدة من أكثر محاولات التهريب ابتكارًا هذا العام، حيث تمكنت من ضبط نحو 90 ألف حبة كبتاجون مخبأة بعناية داخل أزرار الملابس.
وتقدر القيمة السوقية للمخدرات المضبوطة بنحو 4.48 مليون درهم، فيما بلغ وزنها الإجمالي 18.9 كيلوغرام. العملية التي أطلقت عليها الشرطة اسم “الأزرار السامة” عكست يقظة الأجهزة الأمنية الإماراتية وتعاونها الوثيق مع الجهات المختصة في السعودية، في إطار مواجهة إقليمية متصاعدة لوقف تدفق الكبتاجون.
وبحسب بيان الشرطة، بدأت العملية بعد ورود معلومات استخباراتية عن نشاط عصابة مكونة من عربيين وآسيوي، تعمل بتوجيه من شخص مقيم خارج الدولة. كان الهدف هو تهريب الكمية الكبيرة إلى الخارج بعد تجهيزها في الإمارات.
وقد وضعت شرطة دبي تحركات المشتبه بهم تحت مراقبة دقيقة شملت مركباتهم ومساكنهم.
وأثمرت هذه الجهود عن مداهمة شقة في دبي وعقار آخر في إمارة ثانية، حيث عُثر على الحبوب المخدرة المخبأة بشكل احترافي داخل أزرار الملابس، في محاولة لخداع أجهزة التفتيش.
وأكدت الشرطة أن العملية جاءت استباقية، ما حال دون وصول الشحنة إلى وجهتها النهائية أو إغراق الأسواق المحلية والإقليمية بها.
وأشارت السلطات إلى أن نجاح العملية تحقق بفضل التنسيق مع الأجهزة الأمنية السعودية، التي كانت تتابع بدورها أنشطة مرتبطة بشبكات تهريب المخدرات.
ويبرز هذا التعاون أهمية الجهود المشتركة بين دول الخليج في مواجهة شبكات عابرة للحدود تستغل حركة التجارة المشروعة لتمرير شحناتها.
الكبتاجون: تحدٍ إقليمي متصاعد
يعد الكبتاجون اليوم أخطر المخدرات المنتشرة في الشرق الأوسط، نظرًا لسهولة إنتاجه وقيمته السوقية العالية.
وتشير تقارير إلى أن تكلفة تصنيع الحبة الواحدة لا تتجاوز بضعة سنتات أميركية، بينما قد تُباع بأكثر من 20 دولارًا في بعض الأسواق العربية، ما يجعل هذه التجارة مليارية العوائد.
في الشارقة، كانت السلطات قد أعلنت مؤخرًا عن إحباط محاولة ترويج 3.5 مليون حبة كبتاجون تزن نحو 585 كيلوغرامًا وتقدر قيمتها بـ19 مليون درهم. أطلقت على العملية اسم “قاع الظلام”، وشكلت امتدادًا لحملة وطنية موسعة تستهدف التصدي لموجات التهريب.
مصدر الإنتاج وانتشاره
وفقًا لتقارير أممية وأبحاث من معهد نيولاينز الأمريكي، فقد كانت سوريا المنتج الرئيسي للكبتاجون في المنطقة حتى سقوط الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024.
وقدرت أرباح النظام السوري من تجارة الكبتاجون عام 2021 بما يزيد عن خمسة مليارات دولار.
وتشير الإحصاءات إلى أنه بين عامي 2019 و2023: 82% من الكبتاجون المضبوط في الشرق الأوسط جاء من سوريا، و17% من لبنان، فيما النسبة الباقية من دول أخرى بقدرات إنتاج أقل.
إلا أن انهيار النظام السوري لا يعني نهاية هذه التجارة، إذ ما زالت شبكات إجرامية منتشرة في المنطقة تحاول الاستمرار في التصنيع والتهريب، ما يفرض تحديات أمنية متزايدة على دول الجوار.
تهديد الأمن القومي
أصبحت تجارة الكبتاجون أحد أخطر التهديدات للأمن القومي في الشرق الأوسط، ليس فقط بسبب آثارها المدمرة على الصحة العامة، ولكن أيضًا لما تخلّفه من تداعيات اقتصادية وأمنية.
إذ تُقدّر قيمة السوق العالمية للكبتاجون بنحو 10 مليارات دولار سنويًا، مما يجعلها شديدة الجاذبية للشبكات الإجرامية والتنظيمات المسلحة التي توظفها كمصدر تمويل.
ومنذ عام 2018، سُجّلت عمليات ضبط بمليارات الدولارات من شحنات الكبتاجون المتدفقة عبر الحدود، خصوصًا باتجاه دول الخليج العربي، وفي مقدمتها السعودية.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=72587



