المال والأعمال

تراجع واسع في أسواق الأسهم العالمية وسط مخاوف فقاعة الذكاء الاصطناعي

تراجعت أسواق الأسهم العالمية مع نهاية أسبوع اتسم بالتقلبات، في ظل تصاعد مخاوف المستثمرين من تشكّل فقاعة في قطاع الذكاء الاصطناعي، إلى جانب استمرار حالة عدم اليقين بشأن مسار أسعار الفائدة في الولايات المتحدة والاقتصادات الكبرى.

وفي وول ستريت، تراجعت المؤشرات الرئيسية بعد يوم واحد فقط من تسجيل مستويات قياسية. فقد أغلق مؤشر داو جونز الصناعي منخفضًا بنسبة 0.5 في المائة، بينما خسر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نحو 1.7 في المائة، وتراجع مؤشر ناسداك المركّز على شركات التكنولوجيا بنسبة 1.1 في المائة.

ورغم هذا التراجع، كان داو جونز المؤشر الوحيد الذي أنهى الأسبوع على مكاسب طفيفة، في حين لا تزال المؤشرات الثلاثة مرتفعة منذ بداية العام بنسب تقارب 14 و16 و20 في المائة على التوالي.

وقادت أسهم التكنولوجيا موجة الهبوط، بعد رسائل أرباح وتوقعات مخيبة للآمال من شركات كبرى. فقد هوت أسهم شركة أوراكل بأكثر من 11 في المائة، عقب تحذيرات مرتبطة بآفاق النمو وتكلفة استثماراتها الضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي.

كما تراجعت أسهم شركة برودكوم لصناعة الرقائق بنسبة 4.5 في المائة، بعد تحذيرها من ضغوط محتملة على هوامش الربح. ولم تسلم شركة إنفيديا، الرائدة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، من الخسائر، إذ انخفض سهمها بنسبة 3.3 في المائة رغم إعلانها مؤخرًا نتائج قوية للربع الثالث.

وأثارت هذه التحركات مخاوف متجددة من أن موجة الاستثمار غير المسبوقة في الذكاء الاصطناعي قد تكون مبالغًا فيها.

غير أن بعض المحللين قللوا من هذه المخاوف، معتبرين أن الإنفاق الحالي يعكس تحوّلًا هيكليًا طويل الأجل.

وقال رودي توريخوس، مدير أبحاث الصناعة في شركة PitchBook، إن الحديث عن فقاعة قد يكون “مبالغًا فيه”، مشيرًا إلى أن الإنفاق الرأسمالي لشركات الحوسبة السحابية الكبرى “مدفوع بواقع اقتصادي جديد” ولا يشبه فقاعة الإنترنت في مطلع الألفية.

إلى جانب ذلك، يراقب المستثمرون عن كثب توجهات السياسة النقدية الأمريكية، بعد أن خفّض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة للمرة الثالثة على التوالي هذا الأسبوع بمقدار 25 نقطة أساس.

ورغم الخفض، أشار البنك المركزي إلى احتمال التوقف عن مزيد من التخفيضات، مع توقع خفض واحد فقط خلال عام 2026، في ظل استمرار التضخم المرتفع وسوق عمل يُظهر علامات فتور.

وقد زادت المخاوف بعد بيانات أظهرت ارتفاع طلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة بأكبر وتيرة منذ أكثر من أربع سنوات.

وقال نايجل غرين، الرئيس التنفيذي لمجموعة “دي فير” للخدمات المالية، إن الأسواق عند مستويات قياسية “تحتاج إلى أخبار جيدة للبقاء مرتفعة”، محذرًا من أن خفض الفائدة قد يُفسَّر على أنه إشارة ضعف اقتصادي، ما يدفع المستثمرين إلى جني الأرباح والتريث.

وفي أوروبا، تراجعت المؤشرات الرئيسية متأثرة بأداء وول ستريت ومخاوف النمو. فقد انخفض مؤشر فوتسي 100 في لندن بنسبة 0.6 في المائة، فيما تراجع مؤشر كاك 40 في باريس بنسبة 0.2 في المائة، وخسر مؤشر داكس في فرانكفورت 0.5 في المائة.

ويترقب المستثمرون قرارات مرتقبة للبنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا وبنك اليابان الأسبوع المقبل.

وعلى النقيض، سجلت الأسواق الآسيوية مكاسب في وقت سابق، إذ ارتفع مؤشر نيكاي 225 في طوكيو بنسبة 1.4 في المائة، وقفز مؤشر هانغ سينغ في هونغ كونغ بنسبة 1.8 في المائة، بينما صعد مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.4 في المائة، مستفيدًا من المستويات القياسية التي بلغتها وول ستريت في جلسة الخميس.

الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=73305

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى