الإمارات تستدعي السفير الإسرائيلي لإدانة الهجوم على الدوحة
أفادت هيئة البث الإسرائيلية أن وزارة الخارجية الإماراتية استدعت السفير الإسرائيلي لدى أبوظبي، يوسي شيلي، لجلسة توبيخ، يُرجَّح أن تكون مرتبطة بالهجوم الإسرائيلي الأخير الذي استهدف قادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة.
وتمثل هذه الخطوة أول رد دبلوماسي إماراتي مباشر على العملية العسكرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي، والتي أسفرت عن سقوط قتلى بينهم خمسة من عناصر الحركة، إضافة إلى أحد أفراد قوات الأمن القطري.
في هذه الأثناء أوردت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) أن رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بحث في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تداعيات الهجوم على الدوحة.
وبحسب الوكالة أكد الجانبان أن الضربة تمثل انتهاكًا صارخًا لسيادة قطر وتهديدًا مباشرًا للأمن والاستقرار الإقليمي.
وشددت الإمارات وفرنسا على أن التصعيد الإسرائيلي يعمّق أزمات المنطقة، ويزيد احتمالات انزلاقها إلى فوضى أوسع، وضرورة احترام سيادة الدول وعدم استخدام القوة خارج إطار الشرعية الدولية هو شرط أساسي لحفظ الاستقرار.
خلفيات الهجوم الإسرائيلي
الهجوم الذي وقع يوم الثلاثاء استهدف، بحسب الجيش الإسرائيلي، عدداً من كبار قادة حركة حماس الذين يعتقد أنهم يقودون عمليات ضد إسرائيل. غير أن الحركة أعلنت أن قادتها البارزين نجوا من القصف، بينما قُتل خمسة من أعضائها.
من جانبها، وصفت الدوحة الهجوم بأنه عدوان سافر على أراضيها، مؤكدة أن قطر ليست ساحة لتصفية الحسابات العسكرية.
وأثار هذا الاعتداء موجة إدانة دولية واسعة، إذ أعربت عدة دول عربية وغربية عن قلقها من أن يؤدي التصعيد إلى توسيع نطاق الحرب في المنطقة.
موقف أبوظبي: رسائل مزدوجة
استدعاء السفير الإسرائيلي في أبوظبي يرسل إشارات متناقضة في المشهد السياسي:
من جهة أولى، يعكس غضبًا إماراتيًا من الضربة التي أصابت هدفًا في بلد خليجي مجاور، ما يُعتبر خرقًا لمعادلة الأمن الجماعي.
ومن جهة أخرى، يشير إلى رغبة الإمارات في ضبط مسار التطبيع مع إسرائيل وعدم السماح له بالانهيار الكامل، إذ اكتفت بجلسة توبيخ دبلوماسية دون التلويح بإجراءات أكثر صرامة كقطع العلاقات أو تجميد التعاون.
هذا التوازن يوضح أن أبوظبي تحاول التوفيق بين ضغوط الرأي العام الخليجي والعربي المطالب بموقف حازم، وبين التزاماتها مع تل أبيب وواشنطن في إطار اتفاقيات إبراهيم.
رفض الضم والتهجير
في سياق الاتصال الهاتفي بين الشيخ محمد بن زايد والرئيس ماكرون، شدد الطرفان على معارضتهما لأي خطط إسرائيلية لضم الضفة الغربية أو تهجير الفلسطينيين قسرًا، مؤكدين أن مثل هذه السياسات تمثل تهديدًا خطيرًا لحل الدولتين.
وجدد الزعيمان دعوتهما إلى تكثيف الجهود الدولية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق سلام شامل ومستدام في الشرق الأوسط.
وتأتي التحركات الإماراتية في وقت يشهد النظام الإقليمي الخليجي حالة من التوتر البالغ بعد الهجوم على قطر. فبينما تطالب الدوحة بعقد قمة عربية طارئة للرد على الاعتداء، تتباين مواقف الدول الأخرى بين الرغبة في التهدئة والضغط نحو موقف جماعي أكثر صرامة ضد إسرائيل.
على المستوى الدولي، تعكس المكالمة الإماراتية – الفرنسية تقاربًا متزايدًا في الرؤى حول أولوية استعادة الاستقرار في المنطقة عبر حلول سياسية، وليس عبر المواجهات العسكرية.
وتستند باريس إلى شراكتها الاستراتيجية مع أبوظبي في الدفع باتجاه مسار دبلوماسي يحد من نفوذ تل أبيب العسكري ويعيد الاعتبار لجهود التسوية.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=72690



