السياسة الدولية

إسرائيل تستفيد من حملة ترامب على جماعة الإخوان المسلمين بينما تتجاهلها دول الخليج

عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا إلى فكرة تصنيف بعض فروع جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، بعد توقيعه أمرًا تنفيذيًا يركز على مراجعة بعض الكيانات المرتبطة بالجماعة، دون تصنيفها بالكامل كجماعة إرهابية.

وقد اعتبر مسؤول عربي هذه الخطوة “رمزية”، في حين وصفها دبلوماسي غربي في الخليج بأنها “قابلة للنسيان”.

وأثارت الخطوة ردود فعل متباينة في الولايات المتحدة، حيث أبدت الأصوات المؤيدة لإسرائيل مثل لورا لومر استياءها من أن الأمر التنفيذي لم يذهب بعيدًا بما فيه الكفاية.

وأشار الخبراء إلى أن رد الفعل الخافت من المنطقة والتركيز على دعم إسرائيل يعكس تغيرًا في المشهد الإقليمي منذ ولاية ترامب الأولى.
وأكد كريستيان كوتس أولريشسن، خبير شؤون الخليج بمعهد بيكر، أن المساعي الحالية لا تحمل بعدًا خليجيًا كبيرًا، بينما تقف عناصر من قاعدة MAGA وبعض الناشطين المؤيدين لإسرائيل وراءها.

وأضاف أن الخطوة تصب في المصلحة الأعظم لإسرائيل، حيث تعتبر الجماعة مصدر تهديد سياسي بسبب دعم فروعها للقضية الفلسطينية، مثل حماس التي نشأت كفرع من جماعة الإخوان المصريين.

وقالت روز كيلانيك، مديرة برنامج الشرق الأوسط في منظمة “أولويات الدفاع”: “لا تُشكل جماعة الإخوان المسلمين تهديدًا إرهابيًا للولايات المتحدة، لكن إسرائيل ترغب في أن تُصنف الولايات المتحدة هذه الجماعة كتهديد لها”.

ولم يشمل الأمر التنفيذي تركيا، حليفة الناتو، بينما يركز على دراسة إمكانية تصنيف الجماعات التابعة للإخوان المسلمين في مصر والأردن ولبنان على قائمة الإرهاب. وكانت الأردن قد حظرت الجماعة في الربيع، ومصر بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي عام 2013.

وأشار التقرير إلى أن تصنيف الجماعة قد يسمح لإسرائيل بتبرير المزيد من العمليات العسكرية ضد الفروع الفلسطينية في الداخل والخارج. ومن بين المستهدفين المحتملين الأحزاب الفلسطينية في إسرائيل، مثل القائمة العربية الموحدة التي يقودها منصور عباس، والتي انضمت إلى الحكومة الائتلافية الإسرائيلية عام 2021.

ويعود اهتمام ترامب بجماعة الإخوان المسلمين إلى عام 2017، مع تداعيات احتجاجات الربيع العربي. وقد انقسمت القوى الكبرى في المنطقة حول كيفية التعامل مع الجماعة، حيث دعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المتظاهرين، بينما اعتبرت السعودية والإمارات الاحتجاجات تهديدًا على ممالكها، ما أدى إلى تصاعد التوترات الإقليمية، بما في ذلك الحصار على قطر.

وأضاف التقرير أن التحالفات الإقليمية تغيرت في السنوات الأخيرة، مع عودة السعودية والإمارات ومصر والبحرين إلى علاقاتها مع قطر عام 2021، في حين يواصل الصراع في ليبيا واليمن، وتبرز السودان كبؤرة توتر جديدة، حيث تتقاطع مصالح السعودية وتركيا في دعم القوات المسلحة السودانية ضد قوات الدعم السريع المدعومة من الإمارات.

وأشارت مصادر إلى أن الإمارات سارعت إلى الترويج للأمر التنفيذي لترامب ضد الإخوان المسلمين في السودان، في محاولة لتشويه سمعة القوات المسلحة السودانية، مع تأكيد أن بعض القيادات الرئيسية في الجيش كانت مرتبطة بحركة الإخوان المسلمين.

ويعكس هذا المشهد تباين أولويات دول الخليج تجاه الجماعة مقابل الرغبة الإسرائيلية في تصنيفها كتهديد أمني، مما يجعل الحملة الأمريكية الأخيرة مدفوعة بالضغط الإسرائيلي أكثر من أي دعم إقليمي خليجي مباشر.

الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=73186

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى