تغييرات قيادية كبرى في شبكة الجزيرة وتعيين مدير عام جديد
أعلنت شبكة الجزيرة الإعلامية، عن تغييرات واسعة في هيكلها القيادي، شملت تعيينات جديدة في المناصب العليا وإعادة هيكلة تنظيمية تهدف إلى تعزيز حضور القناة في المشهد الإعلامي العالمي، في ظل تصاعد التحديات السياسية والمهنية.
وتمثلت أبرز التغييرات في تعيين ناصر بن فيصل آل ثاني، المسؤول السابق في وزارة الخارجية القطرية والحاصل على رتبة سفير، في منصب المدير العام الجديد للشبكة.
ويمثل هذا التعيين انتقالًا مهمًا من القيادة الإعلامية التقليدية إلى قيادة ذات خلفية دبلوماسية، تعكس رغبة الدوحة في منح الشبكة زخمًا إضافيًا على المستويين السياسي والإعلامي.
ولم يتطرق الإعلان إلى مصير المدير العام السابق بالوكالة مصطفى سواق، الذي قاد الشبكة لمدة 12 عامًا شهدت خلالها توسعًا لافتًا في نفوذها وشعبيتها عربيًا وغربيًا.
إنشاء منصب جديد لإدارة القنوات
في إطار الهيكلة الجديدة، أعلنت الجزيرة عن تعيين الصحفي القطري أحمد اليافعي مديرًا لقنوات الجزيرة، وهو منصب مستحدث يمنحه سلطة إشراف تحريرية مباشرة على جميع قنوات الشبكة.
ويحمل اليافعي، الذي شغل منصب المدير الإداري للجزيرة العربية منذ 2018، شهادات من جامعة قطر وجامعة بليموث البريطانية، ويُتوقع أن يلعب دورًا محوريًا في توحيد الرؤية التحريرية عبر القنوات المتعددة.
إلى جانب ذلك، شملت القرارات تعيين:
عيسى علي مديرًا عامًا لقناة الجزيرة الإنجليزية، بعد مسيرة إدارية امتدت لأكثر من عقدين.
آصف حميدي، مدير الأخبار السابق في الجزيرة العربية، مديرًا عامًا للقناة نفسها.
الصحفي المخضرم إبراهيم هلال (السابق في BBC) مديرًا للأخبار في قناة الجزيرة الإنجليزية، خلفًا لصلاح نجم الذي شغل المنصب لسنوات طويلة.
وأكدت رسائل داخلية أن التعيينات حظيت بـ”ثقة الإدارة العليا”، وأن الشبكة ستواصل رسالتها الإعلامية المتمثلة في تقديم تغطية مهنية لقضايا المنطقة والعالم.
خلفية سياسية وإعلامية
شبكة الجزيرة، المملوكة للحكومة القطرية، لطالما أكدت استقلالها التحريري رغم ارتباطها الوثيق بالسياسات الإقليمية.
وتأتي التغييرات في وقت تشهد فيه القناة انتعاشًا في شعبيتها بسبب تغطيتها المستمرة للحرب على غزة، منذ أكتوبر 2023.
هذه التغطية جعلت الجزيرة في صدام مباشر مع إسرائيل، التي حظرت عملها على أراضيها العام الماضي بعد اتهامات من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للقناة بأنها “بوق لحماس”.
كما فقدت الشبكة عددًا من أبرز مراسليها في غزة، مثل إسماعيل الغول، وأنس الشريف، في استهدافات إسرائيلية متكررة.
أبعاد استراتيجية للتغييرات
يقرأ مراقبون هذه التغييرات باعتبارها جزءًا من إعادة تموضع إستراتيجي للشبكة.
فوجود مدير عام بخلفية دبلوماسية قد يمنح الجزيرة قدرة أكبر على التعامل مع الضغوط الدولية، خصوصًا في ظل الاتهامات الموجهة لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، والتحقيقات المفتوحة بحق قادتها أمام المحكمة الجنائية الدولية.
كما أن تعزيز المواقع القيادية بوجوه قطرية شابة إلى جانب شخصيات مخضرمة يعكس محاولة لتحقيق التوازن بين التجديد والحفاظ على الخبرة الطويلة التي بنت سمعة الجزيرة كأحد أبرز الفاعلين في الإعلام العالمي منذ تأسيسها عام 1996.
وإعلان التغييرات القيادية في الجزيرة يمثل محطة مفصلية في تاريخ الشبكة، التي لعبت دورًا بارزًا في أحداث كبرى مثل انتفاضات الربيع العربي عام 2011 والحرب الإسرائيلية على غزة منذ 2023.
وبينما تسعى الشبكة لتعزيز استقلاليتها التحريرية، فإن إدخال شخصية دبلوماسية في منصب المدير العام قد يفتح مرحلة جديدة تجمع بين الإعلام والسياسة في آن واحد، في وقت تتزايد فيه الحاجة لصوت مؤثر يروي الرواية العربية للعالم.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=72748



