السياسة الدولية

زعيم انفصالي مدعوم إماراتيًا: استقلال الجنوب يفتح الباب أمام العلاقات مع إسرائيل

صرح عيدروس الزبيدي، نائب رئيس المجلس الرئاسي اليمني ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من دولة الإمارات، بأن إعلان دولة جنوب اليمن المستقلة سيمهّد الطريق لإقامة علاقات رسمية مع إسرائيل والانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم.

وخلال مقابلة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أكد الزبيدي أن الجنوب يمتلك كل المقومات السياسية والجيوسياسية والعسكرية لإعلان استقلاله، مضيفًا: “عندما ننشئ دولتنا الجنوبية، سنتخذ قراراتنا بأنفسنا، وأعتقد أننا سنكون جزءًا من هذه الاتفاقيات.”

وأشار إلى أن اتفاقيات إبراهيم التي وقعتها الإمارات والبحرين والمغرب والسودان مع إسرائيل، قد تشكّل ركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي في حال تمت تسوية القضية الفلسطينية.

وأضاف: “قبل أحداث غزة كنا نتقدم نحو الانضمام إلى الاتفاقيات، وإذا استعادت غزة وفلسطين حقوقهما، فستكون هذه الاتفاقيات أساسًا للاستقرار.”

معادلة جديدة في الصراع

تأتي تصريحات الزبيدي في وقت يزداد فيه تعقيد المشهد اليمني. فبينما يسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء وميناء الحديدة، تتخذ الحكومة المعترف بها دوليًا مقرًا مؤقتًا في عدن.

ويضم المجلس الرئاسي اليمني ثمانية أعضاء، يشغل المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي ثلاثة منهم، ما يمنحه نفوذًا متزايدًا.

وفي الوقت نفسه، تشنّ إسرائيل هجمات جوية على مواقع الحوثيين، في حين يواصل الحوثيون إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة نحو إسرائيل.

وقد أصابت طائرة مسيرة حوثية مدينة إيلات الإسرائيلية مؤخرًا، في هجوم نادر وُصف بأنه ذو رمزية سياسية أكثر منه عمل عسكري مؤثر.

استقلال الجنوب كـ “حقيقة واقعة”

شدد الزبيدي على أن الجنوب بات جاهزًا للاستقلال، قائلاً: “الجنوب مُحرّر، ونحن نحمي حدودنا. سياسيًا وجيوسياسيًا نحن مستعدون. ما علينا سوى إعلان الاستقلال واعتراف الآخرين بنا.”

وأضاف أن الانفصال سيؤدي إلى عزل الحوثيين في الشمال وتوضيح مسارات التعاون مع المجتمع الدولي. وأوضح أن الجنوبيين يسيطرون بالفعل على أراضيهم، ولديهم جيش وشرطة يؤمّنان الحدود والمناطق الحيوية.

واستحضر الزبيدي تجربة الانقسام التاريخي بين شطري اليمن قبل الوحدة عام 1990، حين كانت البلاد منقسمة بين اليمن الشمالي وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الجنوب.

وقال إن هذا الإرث يجعل فكرة قيام دولتين أمرًا ليس مستغربًا ولا مستحيلًا، بل خيارًا له سوابق راسخة في التاريخ اليمني الحديث.

عملية السلام “مجمدة”

وصف الزبيدي عملية السلام بأنها “متوقفة ومتجمدة”، معتبرًا أن هجمات الحوثيين على إسرائيل غيّرت الحسابات وجعلت فرص التوصل إلى تسوية سلمية شبه معدومة. وأضاف: “نحن في حالة لا حرب ولا سلام.”

ورحب بقرارات تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، معتبرًا أنهم “ضعفاء ومعزولون”، وأن هجماتهم على إسرائيل لم تحقق أهدافًا سوى زيادة معاناة الشعب اليمني.

على الصعيد الاقتصادي، أقرّ الزبيدي بالصعوبات التي تواجه الحكومة اليمنية، لاسيما بعد تراجع عائدات النفط التي تشكّل 70% من ميزانية الدولة نتيجة هجمات الحوثيين على منشآت التصدير.

وقال: “يبذل رئيس الوزراء والحكومة قصارى جهدهما، لكن الوضع صعب للغاية ومكلف. نحتاج إلى استئناف الصادرات لتحسين ظروف شعبنا.”

كما أشاد بالدعم المالي والطاقة الذي تقدمه السعودية والإمارات، معتبرًا أنهما ساعدتا في تجنّب انهيار الاقتصاد.

أما على الصعيد الأمني، فأوضح أن الجنوب يواجه تحديات كبيرة في حماية سواحله الطويلة من الهجرة غير النظامية وتهريب المخدرات، لافتًا إلى أن الإمكانيات الحالية محدودة رغم دعم بعض الدول.

واعتبر الزبيدي أن استقلال الجنوب ليس مجرد طموح محلي، بل جزء من التزامات أوسع تجاه الاستقرار الإقليمي، مؤكدًا دعم الجنوبيين لفكرة “حل الدولتين” في اليمن: دولة في الشمال وأخرى في الجنوب. كما أبدى انفتاحًا على حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وختم قائلاً: “تقرير المصير حق للجميع. لكل شعب الحق في تقرير مستقبله. الجنوب يسعى لبناء دولته المستقلة، وفي الوقت نفسه لدعم استقرار المنطقة عبر الانخراط في علاقات دولية جديدة.”

الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=72799

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى