المال والأعمال

 العقود الآجلة للذهب تصل إلى مستوى قياسي بعد فرض ترامب لرسوم جمركية على السوق “الموثوقة”

في تحول مفاجئ لسوق المعادن الثمينة، سجلت العقود الآجلة للذهب مستوى قياسي جديد يوم الجمعة الماضي، مع صعود سعر الأوقية إلى 3,534.10 دولارًا، قبل أن تستقر عند 3,398.58 دولارًا للأوقية، محققةً زيادة أسبوعية بنسبة 1%. يُعد هذا الارتفاع بمثابة قفزة قوية للمعدن الأصفر، الذي ارتفعت قيمته بنسبة 30% في عام 2025، وبحوالي 40% مقارنة بالعام الماضي، مما يعكس زيادة كبيرة في جاذبيته كملاذ آمن وسط تزايد عدم اليقين في الأسواق المالية.

سبب الارتفاع: الرسوم الجمركية على الذهب
في خلفية هذه الزيادة في الأسعار، جاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية مفاجئة على سبائك الذهب، بما في ذلك الأنواع التي يعتقد البعض أنها معفاة من الرسوم، مثل السبائك التي تزن 1 كيلوغرام و1 أونصة. هذا القرار، الذي فجر مفاجأة في أسواق المعادن الثمينة، يأتي في وقت حساس لسوق الذهب، حيث يُعتبر المعدن النفيس من بين “أنظف الأسواق” في القطاع المالي العالمي.

وقال نايجل جرين، الرئيس التنفيذي لمجموعة ديفير للاستشارات المالية العالمية: “فرض رسوم على سبائك الذهب أمر سخيف”، معتبراً أن هذا القرار سيؤدي إلى تشوهات في الأسعار وزيادة التوترات اللوجستية في سوق الذهب العالمي.

آثار الرسوم على أسواق الذهب العالمية
ووفقًا للمحللين، أدت الرسوم الجمركية إلى زيادة كبيرة في الفارق بين أسعار الذهب الفورية والعقود الآجلة. ففي حين استقر سعر الذهب الفوري في لندن، قفزت العقود الآجلة الأمريكية لتصل إلى علاوة تزيد عن 100 دولار للأوقية، مما شكل ضغطًا على بورصة كومكس في نيويورك، أكبر بورصة للعقود الآجلة في العالم.

يُتوقع أن يؤدي هذا التحول إلى تغيير جذري في تجارة الذهب العالمية، خاصة مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وسويسرا، التي تعد أكبر مصدر للذهب المكرر في العالم. حيث تتوقع العديد من المصادر أن يتغير تدفق الذهب العالمي بشكل كبير نتيجة لهذا القرار المفاجئ.

تحليل سوق الذهب: التوترات الجيوسياسية والدولار الضعيف
بالإضافة إلى تأثير الرسوم الجمركية، يُتوقع أن تظل العوامل الأخرى مثل التوترات الجيوسياسية، والعقوبات التجارية، وضعف الدولار الأمريكي داعمة لأسعار الذهب في النصف الثاني من عام 2025. فقد أشار المحللون إلى أن الطلب المستمر من البنوك المركزية حول العالم، والذي بلغ 900 طن من الذهب في عام 2025، إلى جانب تدفقات الصناديق المتداولة التي بلغت 552 طن في الربع الأول من عام 2025، يعزز من جاذبية الذهب كتحوط ضد التضخم.

وقال أرون هيل، كبير المحللين في شركة وساطة تداول العملات الأجنبية FP Market: “الذهب يظل أداة تحوط قوية ضد التضخم، ويستفيد من تزايد الطلب على المعدن النفيس بسبب ضعف الدولار الأمريكي”.

رد فعل أسواق المال: تباين في الأسواق العالمية
على صعيد آخر، أغلقت أسواق الأسهم العالمية يوم الجمعة على تباين. حيث سجلت وول ستريت أسبوعًا ثالثًا مربحًا على التوالي، بفضل ارتفاع أسهم شركات التكنولوجيا مثل أبل، التي سجلت زيادة بنسبة 13.3% في الأسبوع. في المقابل، شهدت أسواق الأسهم الأوروبية تذبذبًا، حيث استقر مؤشر فوتسي 100 في بورصة لندن، بينما سجل مؤشر داكس في بورصة فرانكفورت انخفاضًا طفيفًا.

كما شهدت أسعار النفط خسائر حادة، مع انخفاض خام برنت بنسبة 4.4%، وخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 5%، في وقتٍ تتزايد فيه الضغوط الاقتصادية في ظل الرسوم الجمركية الأميركية المستمرة.

إلى أين يتجه الذهب؟
يبدو أن الذهب سيظل في دائرة الضوء في الأسواق المالية في الفترة المقبلة. في الوقت الذي تُسهم فيه الرسوم الجمركية الجديدة في تضخيم الأسعار، يظل الطلب المستمر من البنوك المركزية والعوامل الاقتصادية الأخرى، مثل تراجع الدولار، عوامل رئيسية في دفع أسعار الذهب إلى آفاق جديدة. وفي النهاية، يُتوقع أن تستمر الأسواق في متابعة قرارات ترامب بشأن الرسوم الجمركية، وما إذا كانت ستؤدي إلى مزيد من التقلبات في سوق الذهب في المستقبل.

الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=72277

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى