المال والأعمال

أوبك تتوقع تماسك سوق النفط في 2026 وسط زخم اقتصادي متزايد

رفعت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) من توقعاتها للطلب العالمي على النفط لعام 2026، مرجحة أن يشهد السوق حالة أكثر تشددًا مدفوعة باستمرار الزخم الاقتصادي العالمي وتباطؤ نمو الإمدادات من المنافسين.

زيادة طفيفة في توقعات الطلب
في تقريرها الشهري الصادر عن سوق النفط لشهر أغسطس، توقعت أوبك أن ينمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.4 مليون برميل يوميًا العام المقبل، بزيادة قدرها 100 ألف برميل يوميًا عن التقديرات السابقة. ويعود ذلك بالأساس إلى توقع تباطؤ وتيرة التوسع في إنتاج النفط من الدول غير الأعضاء في المنظمة.

وأوضحت المنظمة أن الطلب في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) سيرتفع بنحو 200 ألف برميل يوميًا، بينما ستسجل الدول غير الأعضاء في المنظمة زيادة قدرها 1.2 مليون برميل يوميًا. في المقابل، أبقت أوبك على توقعاتها لنمو الطلب في 2025 دون تغيير عند 1.3 مليون برميل يوميًا.

الزخم الاقتصادي يدعم السوق
رفعت أوبك أيضًا توقعاتها للنمو الاقتصادي العالمي في 2025 إلى 3%، متوقعة استمرار “الزخم القوي” خلال النصف الأول من 2026 وحتى أواخر العام، فيما حافظت على تقديرها لنمو هذا العام عند 3.1%.
بالنسبة للولايات المتحدة، أكبر اقتصاد عالمي، تم تعديل النمو للعام الحالي إلى 1.8%، مع الإبقاء على التوقعات للعام المقبل عند 2.1%.

وقالت المنظمة إن الاقتصاد العالمي يسير في مسار نمو مستقر، مستندة إلى بيانات النصف الثاني من 2025 التي أظهرت مرونة أمام حالة عدم اليقين الناجمة عن التوترات التجارية الأميركية والمخاطر الجيوسياسية. لكنها حذرت من أن الخلافات التجارية، خصوصًا مع استمرار التعريفات الشاملة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد تسبب اضطرابات اقتصادية وآثارًا تضخمية.

وأضاف التقرير أن مزيجًا من السياسات المالية والنقدية سيساعد على تعويض هذه المخاطر، مع افتراض الحفاظ على اتفاقيات تجارية معقولة بين الولايات المتحدة ومعظم شركائها، ما من شأنه تقليل حالة عدم اليقين العالمية.

أسعار النفط تحت ضغط
شهدت أسواق النفط خلال 2025 تقلبات حادة، تأثرت بخطط واشنطن لفرض تعريفات جمركية جديدة، وبالصراع الإيراني الإسرائيلي، وبالمخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي.
بدأت الأسعار العام بقوة، إذ تجاوز سعر خام برنت 82 دولارًا للبرميل في 15 يناير، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط نحو 79 دولارًا في اليوم نفسه. لكن القلق حيال الطلب وتباطؤ النمو في الصين – أكبر مستورد للنفط الخام عالميًا – دفع الأسعار للتراجع خلال الأشهر التالية.

تأثير قرارات أوبك+ على الإمدادات
تواجه السوق ضغوطًا إضافية مع استمرار تحالف أوبك+، بقيادة السعودية وروسيا، في زيادة الإنتاج. فقد اتفقت المجموعة هذا الشهر على رفع الإمدادات بمقدار 547 ألف برميل يوميًا لشهر سبتمبر، في إطار إنهاء تدريجي للتخفيضات الطوعية التي فُرضت خلال جائحة كوفيد-19.

وتأتي هذه الزيادة بعد زيادات متتالية بلغت 548 ألف برميل يوميًا في أغسطس، و411 ألف برميل يوميًا في كل من مايو ويونيو ويوليو. ووفق تقرير أوبك الأخير، رفعت المنظمة إنتاجها في يوليو بمقدار 335 ألف برميل يوميًا.

تراجع في الأسعار منتصف أغسطس
بحلول الساعة 5:41 مساءً بتوقيت الإمارات، تراجع خام برنت بنسبة 0.47% ليصل إلى 66.32 دولارًا للبرميل، فيما انخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.72% إلى 63.50 دولارًا. وبهذا، يكون كلا الخامين قد سجلا انخفاضًا بأكثر من 11% منذ بداية 2025، وسط تداولات متقلبة تعكس مزيجًا من الضغوط الاقتصادية والجيوسياسية.

نظرة مستقبلية
تشير تقديرات أوبك إلى أن استمرار النمو الاقتصادي العالمي، مقرونًا بتباطؤ المعروض من المنتجين خارج المنظمة، قد يمنح سوق النفط دعمًا إضافيًا في 2026، رغم الضبابية المرتبطة بالتجارة الدولية والصراعات الإقليمية. ومع ذلك، يبقى توازن السوق رهين قدرة أوبك+ على إدارة الإنتاج بحذر، وضبط الإمدادات بما يتماشى مع وتيرة الطلب الفعلية، لتفادي تكرار موجات الانخفاض الحاد في الأسعار التي شهدتها الأعوام الماضية.

الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=72338

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى