السعودية تعرض أربعة أندية كبرى للبيع وسط ضغوط مالية متزايدة
أفادت تقارير صحفية أن أربعة من أكبر أندية كرة القدم في السعودية، بينها نادي النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو النصر، قد طُرحت للبيع من قبل صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF)، في إطار توجه جديد يهدف إلى ترشيد الإنفاق وتوفير السيولة المالية. وتشمل الأندية الأربعة المعروضة للبيع كلاً من النصر، الاتحاد، الأهلي، والهلال.
من الملكية الحكومية إلى الخصخصة
كانت هذه الأندية الأربعة قد وُضعت تحت ملكية صندوق الاستثمارات العامة في عام 2023، حيث استحوذ الصندوق على 75% من أسهمها، بينما احتفظت وزارة الرياضة بالنسبة المتبقية (25%). وقد تزامن ذلك مع حملة إنفاق ضخمة لاستقطاب نجوم عالميين إلى الدوري السعودي، على رأسهم نيمار، كريم بنزيما، وكريستيانو رونالدو.
لكن وفقًا للصحفي السعودي أحمد العجلان، فإن الصندوق يسعى الآن إلى بيع حصته بالكامل، بما في ذلك الحصة التي تحتفظ بها وزارة الرياضة، للمستثمرين المحليين والأجانب.
تحول بعد إنفاق قياسي
قبل موسمين فقط، أنفقت أندية الدوري السعودي ما يقرب من 750 مليون جنيه إسترليني في سوق الانتقالات (2023-24) ضمن خطة طموحة لرفع مستوى المنافسة وجذب أنظار العالم. غير أن هذا الإنفاق الكبير بدأ يتراجع في الصيف الحالي:
الهلال: أنفق نحو 76 مليون جنيه إسترليني على صفقات أبرزها داروين نونيز من ليفربول وتيو هرنانديز من ميلان.
النصر: دفع 64 مليون جنيه إسترليني لضم كينغسلي كومان من بايرن ميونيخ وجواو فيليكس من تشيلسي، إضافة إلى تمديد عقد رونالدو لعامين بقيمة قياسية بلغت 492 مليون جنيه إسترليني.
الأهلي: تعاقد مع إنزو ميلو من شتوتغارت مقابل 27 مليون جنيه إسترليني.
الاتحاد: اكتفى بصفقات متواضعة بقيمة إجمالية بلغت 19 مليون جنيه إسترليني.
هذا التراجع في حجم الإنفاق يعكس مرحلة جديدة من ضبط النفقات، بعد الطفرة الأولى التي هدفت إلى وضع الدوري السعودي على خريطة كرة القدم العالمية.
سباق على شراء الهلال
التقارير تشير إلى أن سباق الاستحواذ على نادي الهلال بدأ بالفعل، حيث يُعتبر الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال أبرز المرشحين للفوز به.
الأمير الوليد، وهو عضو ذهبي في النادي، سبق أن أظهر دعمه الكبير للهلال، إذ أرسل طائرته الخاصة (بوينغ 747) لنقل النجم البرازيلي نيمار إلى الرياض عند انضمامه عام 2023.
ويواجه الوليد منافسة من شخصيات أخرى، من بينها الأمير عبد الله بن مساعد، المالك السابق لنادي شيفيلد يونايتد الإنجليزي.
برنامج “تحسين الأداء المالي للأندية”
تزامن طرح الأندية للبيع مع إعلان وزارة الرياضة الشهر الماضي عن مشروع جديد بعنوان “تحسين الأداء المالي للأندية”، الذي يهدف إلى:
مراقبة تنفيذ الميزانيات المعتمدة.
التحكم في النفقات التشغيلية.
ترشيد الإنفاق وضبط الالتزامات المالية المستقبلية.
وجاء في بيان رسمي:
“تهدف هذه الجهود إلى تعزيز قدرة الأندية على تحقيق الاستقرار المالي والنمو المستدام، بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030 لبناء بيئة رياضية احترافية قائمة على الحوكمة والشفافية”.
تجربة الخصخصة: من الخلود إلى الزلفي
بيع الأندية الكبرى يأتي بعد سلسلة خطوات عملية للخصخصة:
الخلود: أصبح أول نادٍ سعودي يُفتح أمام مستثمرين أجانب، بعد بيعه لمجموعة “هاربورغ” الأمريكية بقيادة المستثمر بن هاربورغ. وقد أعادت المجموعة تصميم شعار النادي وعيّنت الإنجليزي ديس باكينغهام مدربًا جديدًا.
الزلفي والأنصار: تم بيعهما لمستثمرين سعوديين.
وزارة الرياضة أعلنت الأسبوع الماضي فتح باب الاستثمار في النجمة والأخدود ضمن المرحلة الثانية من برنامج الخصخصة.
الأبعاد الاقتصادية والرياضية
يرى محللون أن قرار بيع الأندية الكبرى يعكس حاجة السعودية المتزايدة إلى السيولة المالية، خاصة مع الضغوط التي تواجهها ميزانية الدولة نتيجة تراجع أسعار النفط وتكاليف المشاريع العملاقة لرؤية 2030.
كما يُتوقع أن يسهم دخول مستثمرين جدد – محليين وأجانب – في تحويل الأندية السعودية إلى كيانات تجارية احترافية، قادرة على المنافسة في سوق كرة القدم العالمي دون الاعتماد الكامل على الدعم الحكومي.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=72471



