الأسهم السعودية عند أدنى مستوى منذ أكثر من عامين وسط ضغوط النفط وترقب نتائج الشركات
واصلت الأسهم السعودية تراجعها خلال جلسة التداول الأخيرة، لتسجل أدنى إغلاق لها منذ أكثر من عامين، في ظل ضعف المحفزات الاستثمارية، وتزايد سلوكيات المضاربة، وترقب المستثمرين لإعلانات نتائج الشركات عن الفترات المقبلة، إلى جانب تصاعد المخاوف من تأثير تراجع أسعار النفط على ربحية شركات الطاقة والاقتصاد السعودي عمومًا.
وأغلق مؤشر السوق السعودية الرئيسية «تاسي» منخفضًا بنسبة 0.4% عند مستوى 10,414 نقطة، وهو أدنى مستوى إغلاق منذ أكتوبر 2023، وسط تداولات بلغت قيمتها نحو 3.5 مليار ريال، ما يعكس حالة الحذر التي تسيطر على المتعاملين، وتراجع شهية المخاطرة مقارنة بالفترات السابقة.
وسجلت غالبية القطاعات الرئيسية في السوق تراجعًا ملحوظًا، تصدرها قطاع الطاقة، المتأثر مباشرة بانخفاض أسعار النفط العالمية، إضافة إلى قطاع البنوك الذي يتعرض لضغوط مرتبطة بتباطؤ النمو الائتماني، وارتفاع كلفة التمويل، وترقب أي تغييرات محتملة في السياسات النقدية الإقليمية والدولية.
في المقابل، حدّ من خسائر المؤشر ارتفاع سهم «معادن» بنحو 1.8%، مدعومًا بتوقعات مرتبطة بأسعار المعادن ومشروعات التوسع.
ويأتي هذا الأداء الضعيف للسوق في وقت تشهد فيه أسعار النفط ضغوطًا متزايدة، إذ انخفض مزيج خام برنت في الجلسة الماضية إلى ما دون 60 دولارًا للبرميل، ليسجل أدنى مستوى له منذ مايو الماضي، بينما جرى تداول خام غرب تكساس الوسيط قرب أدنى مستوياته منذ عام 2021.
ويثير هذا التراجع مخاوف المستثمرين بشأن انعكاسه على الإيرادات الحكومية، والإنفاق الرأسمالي، وربحية الشركات المرتبطة بقطاع الطاقة، الذي يشكل وزنًا ثقيلًا في السوق السعودية.
ويرى محللون أن السوق تمر بمرحلة إعادة تقييم، بعد فترة طويلة من التقلبات، في ظل غياب محفزات واضحة قادرة على دفع المؤشر إلى مسار صاعد مستدام.
ويشيرون إلى أن تراجع أسعار النفط، بالتزامن مع ترقب نتائج الشركات، يدفع شريحة من المستثمرين إلى تقليص مراكزهم الاستثمارية أو التحول إلى المضاربة قصيرة الأجل، ما يزيد من حدة التذبذب ويضغط على مستويات السيولة.
كما تسود حالة من الترقب بشأن نتائج الشركات القيادية، لا سيما في قطاعات البنوك والطاقة والبتروكيماويات، وسط توقعات متباينة حول قدرتها على الحفاظ على مستويات الربحية في ظل المتغيرات الحالية.
ويُنظر إلى أي مفاجآت سلبية في النتائج على أنها قد تزيد من الضغوط على السوق خلال الفترة المقبلة.
في المقابل، يرى بعض المتعاملين أن المستويات الحالية قد تمثل نقاط جذب تدريجية للاستثمار طويل الأجل، خاصة في الأسهم ذات الأساسيات القوية والتوزيعات المستقرة، إلا أن هذا التوجه يبقى مشروطًا بعودة الاستقرار إلى أسعار النفط، وظهور مؤشرات أوضح على تحسن البيئة الاقتصادية العالمية.
وتتأثر السوق السعودية أيضًا بالمناخ الاستثماري العالمي، في ظل استمرار الضبابية بشأن مسار أسعار الفائدة، والتوترات الجيوسياسية، وتباطؤ النمو في بعض الاقتصادات الكبرى، ما ينعكس على تدفقات رؤوس الأموال إلى الأسواق الناشئة، ومن بينها أسواق الخليج.
وفي ظل هذه المعطيات، يتوقع مراقبون أن تستمر حالة التذبذب في السوق خلال المدى القصير، مع ميل إلى الحذر، إلى أن تتضح صورة أسعار النفط، وتصدر نتائج الشركات، وتتوافر محفزات قادرة على إعادة الثقة إلى المتعاملين.
وحتى ذلك الحين، تبقى الأسهم السعودية تحت ضغط عوامل خارجية وداخلية، تدفعها إلى التداول عند أدنى مستوياتها منذ أكثر من عامين.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=73368



