أخبار الخليج

مكاتب العائلات تزدهر في الإمارات: الأغنياء يجدون في دبي وأبوظبي ملاذًا ضريبيًا

تشهد الإمارات العربية المتحدة طفرة لافتة في المكاتب العائلية—الشركات الخاصة التي تُنشأ خصيصًا لإدارة الثروات الضخمة للعائلات والأفراد فاحشي الثراء. بدعم من إصلاحات تنظيمية، وحوافز ضريبية، وسياسات منفتحة تجاه العملات المشفرة، باتت دبي وأبوظبي محط أنظار الأثرياء عالميًا، خصوصًا من المملكة المتحدة وأوروبا وآسيا.

وقصة المليونير التكنولوجي البريطاني كينغسلي أدفاني تعكس هذا التحول. أدفاني، الذي غادر المملكة المتحدة قبل عقد احتجاجًا على “سوء الإدارة والضرائب المرهقة”، أسس مكتبه العائلي في دبي، ويدير اليوم ثروته إلى جانب منصة استثمارية لعائلات أخرى. بالنسبة له، كانت سهولة تأسيس الكيانات وميزة الإقامة الذهبية لمدة 10 سنوات سببًا رئيسيًا لاختيار الإمارات على حساب مراكز تقليدية مثل سنغافورة.

وبحسب تقرير “هجرة الثروات 2025” الصادر عن هينلي آند بارتنرز ونيو وورلد ويلث، ستستقطب الإمارات هذا العام نحو 9,800 مليونير جديد، في حين ستخسر بريطانيا وحدها 16,500 مليونير بسبب تشديد سياساتها الضريبية.

بيئة ضريبية وتنظيمية جاذبة

الإمارات وفرت باقة مغرية:

نظام ضريبي شبه معدوم.

ملكية أجنبية كاملة للشركات.

بنية تحتية مالية وقانونية متطورة في مركز دبي المالي العالمي وسوق أبوظبي العالمي.

إجراءات إقامة مبسطة وسريعة.

هذا الإطار سمح بنشوء بيئة مثالية لإدارة الثروات، تستفيد من وفرة الكفاءات في مجالات الاستثمار، القانون، وهيكلة الأصول، إلى جانب قرب الإمارات الجغرافي من آسيا.

منافسة سنغافورة وهونغ كونغ

يرى أرجون ميتال، مؤسس مجموعة “آبي رود” الاستثمارية، أن دبي وأبوظبي باتتا تنافسان مراكز الثروة التقليدية مثل سنغافورة وهونغ كونغ وجنيف. ويقول: “لدينا اليوم مواهب رائعة في مجالات الاستثمارات والمحاماة وهيكلة الثروات، إلى جانب انضمام خبرات عالمية إلى صناديق التحوط، ما يخلق بيئة عمل مثالية”.

والإمارات لم تعد فقط وجهة لأثرياء الخليج أو جنوب آسيا، بل تستقطب أيضًا موجات من العائلات الثرية في أفريقيا وأوروبا، وحتى من مراكز ثروة عريقة مثل لندن.

قصص انتقال لافتة

من بين الوافدين الجدد، شاليني وود، رائدة في تقنية البلوك تشين، التي انتقلت مع أسرتها متعددة الثقافات من هولندا عام 2023. تذكر أن الضرائب الصفرية، جودة التعليم والرعاية الصحية، والبنية التحتية الممتازة جعلت الإمارات خيارًا طبيعيًا. وتضيف: “منذ انتقالنا شهدنا نموًا هائلًا، والحكومة تُسهل كل الإجراءات”.

ورغم تزايد المكاتب المؤسسية، ما زالت بعض العائلات تفضل العمل عبر شبكات خاصة وسرية لإدارة استثماراتها، مع تفويض جزء من الأعمال التحليلية والمحاسبية لمستشارين خارجيين.

وتتجه غالبية الاستثمارات نحو صناديق المؤشرات المتداولة، لكن هناك تحول ملحوظ نحو الأصول الخاصة مثل الائتمان الخاص، الأسهم غير المدرجة، ورأس المال المخاطر.

كما بدأت التوصيات تزداد بإضافة العملات المشفرة إلى محافظ المكاتب العائلية. أدفاني نفسه يؤكد أن الجيل الجديد من الأثرياء يفضل الأصول عالية المخاطر مثل بيتكوين، إلى جانب استثمارات في شركات ناشئة تكنولوجية مثل سبيس إكس وأوبن إيه آي.

وقد أسهمت سياسات الإمارات المتسامحة مع قطاع العملات المشفرة في جذب المكاتب العائلية من سنغافورة وهونغ كونغ، حيث القوانين أكثر صرامة. وتُعتبر دبي اليوم من أبرز المراكز الإقليمية لتقنيات البلوك تشين والابتكار الرقمي، وهو ما يتماشى مع توجهات الأثرياء الجدد الذين يبحثون عن استثمارات تتجاوز الأرباح لتُحقق تأثيرًا عالميًا.

الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=72605

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى