المال والأعمال

الذهب يتجاوز 3500 دولار: الملاذات الآمنة في صعود وسط ضغوط على الفيدرالي

سجل الذهب يوم الثلاثاء أعلى مستوى في تاريخه متجاوزًا حاجز 3,500 دولار للأوقية، مدفوعًا بمزيج من توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية، وضغوط سياسية متزايدة على الاحتياطي الفيدرالي، والطلب القوي على الأصول الآمنة وسط اضطرابات الأسواق.

وارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.42% ليصل إلى 3,492.36 دولارًا، بعدما لامس مستوى قياسي جديد عند 3,508.50 دولارًا في بداية الجلسة.

وبهذا يكون الذهب قد صعد بنحو 33% منذ بداية العام، وتضاعفت قيمته مع الفضة خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

الفضة تكسر حاجز 40 دولارًا

في موازاة ذلك، قفزت الفضة إلى 40 دولارًا للأوقية لأول مرة منذ عام 2011، لتسجل مكاسب سنوية تقارب 40%.

ويرى محللو السلع أن صعود الفضة يعكس طبيعتها المزدوجة كمعادن استثمارية وصناعية، إذ يغذي الطلب الصناعي القوي—خصوصًا من قطاع الطاقة الشمسية والمركبات الكهربائية—هذا الارتفاع.

وتشير التقديرات إلى أن الطاقة الكهروضوئية وحدها تستحوذ الآن على نحو خمس الاستهلاك العالمي للفضة.

السياسة الأميركية تدفع الذهب

تزايدت الشكوك حول استقلالية الفيدرالي الأميركي بعدما مارس الرئيس دونالد ترامب ضغوطًا على رئيس البنك جيروم باول، وسعى لإقالة الحاكمة ليزا كوك. هذا التدخل، مقترنًا بتوقعات قوية بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر، عزز موجة شراء الذهب.

قال سامر حسن، كبير محللي السوق في XS.com: “يكمن المحفز الفوري في القناعة المتزايدة بأن الفيدرالي سيتجه لخفض أسعار الفائدة، وسط ضغوط سياسية متزايدة من ترامب، في وقت تفقد فيه أسواق الأسهم زخمها بعد موجة حماس الذكاء الاصطناعي”.

ويقلل خفض الفائدة من جاذبية السندات والدولار، ويرفع جاذبية الذهب كأصل لا يدر عائداً ثابتاً، لكنه يوفر تحوطًا ضد التضخم وعدم الاستقرار المالي.

رهانات عند 4000 دولار

تتوقع غولدمان ساكس أن يواصل الذهب صعوده ليصل إلى 4,000 دولار للأوقية بحلول منتصف 2026، مدفوعًا بتدفقات قوية إلى صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs).

في الوقت ذاته، زادت البنوك المركزية من مشترياتها للذهب، حيث برزت كل من الهند، الصين، تركيا، وبولندا كأكبر المشترين العام الماضي، في خطوة تعكس تحولًا واسعًا عن سندات الخزانة الأميركية التي فقدت جاذبيتها.

وتعيش الأسواق الأميركية حالة من التباين. فبينما دفع الاعتماد المفرط على أسهم التكنولوجيا مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى مستويات قياسية، إلا أن التقييمات المرتفعة زادت هشاشة السوق أمام أي تغير مفاجئ في المعنويات.

يقول حسن: “إذا تراجع الحماس للتكنولوجيا، فإن الجمع بين التقييمات المبالغ فيها والتوقعات المبالغ فيها قد يُشعل شرارة هبوط أوسع، ما سيعزز مكانة الذهب كأداة تحوط”.

الفضة: ذهب معزز

الطلب الاستثماري على الفضة قوي أيضًا. بيانات حديثة أظهرت أن حيازات صناديق الاستثمار المتداولة في الفضة بلغت أعلى مستوى في ثلاث سنوات.

لكن جانب العرض يبقى محدودًا، إذ إن إنتاج الفضة يأتي غالبًا كمنتج ثانوي لتعدين معادن أخرى، ما يعني أن ارتفاع الأسعار لا يقابله بالضرورة نمو سريع في الإنتاج.

ويشير أولي هانسن من ساكسو بنك إلى أن نسبة الذهب إلى الفضة اقتربت من 85، أي أعلى من متوسطها لخمس سنوات البالغ نحو 82.

ويضيف: “بينما يحتاج الذهب إلى تسجيل قمم جديدة لمواصلة الصعود، لا تزال الفضة دون ذروة 2011 البالغة 50 دولارًا، ما يترك مجالاً لمزيد من الارتفاع”.

ويعكس التحول الملحوظ للبنوك المركزية والمؤسسات الاستثمارية نحو الذهب، على حساب السندات الأميركية، مخاوف عميقة بشأن الديون الأميركية، التصنيفات الائتمانية، والتوترات الجيوسياسية.

قالت إيبك أوزكارديسكايا من بنك سويسكوت إن تخصيص البنوك المركزية للذهب تجاوز هذا العام حيازاتها من السندات الأميركية، مؤكدة أن الطلب المؤسسي “قوي حتى عند هذه الأسعار القياسية”.

الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=72602

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى