قطر تجري محادثات مع واشنطن لشراء مقاتلات إف-35 وسط قلق إسرائيلي
أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن قطر أجرت محادثات مع الولايات المتحدة بشأن إمكانية شراء طائرات مقاتلة متطورة من طراز إف-35، في خطوة من شأنها إحداث تحوّل لافت في ميزان التسلح الجوي في منطقة الخليج، وإثارة مخاوف إسرائيلية متزايدة بشأن الحفاظ على تفوقها العسكري النوعي.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن الاتصالات القطرية-الأمريكية ما تزال في مراحلها الأولية، إلا أنها أثارت قلقًا واضحًا داخل المؤسسات الأمنية والسياسية في إسرائيل، التي ترى في أي توسيع لدائرة الدول المالكة لطائرات إف-35 تهديدًا مباشرًا لمعادلة التفوق الجوي التي تتمتع بها حاليًا بوصفها الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تشغل هذا الطراز من الطائرات.
ويأتي التحرك القطري في سياق محاولة لإحياء مساعٍ استمرت قرابة خمس سنوات للحصول على أحدث المقاتلات الأمريكية، وذلك بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نوفمبر الماضي أكد فيها عزمه بيع السعودية طائرات إف-35، معتبرًا أن الرياض وتل أبيب «شريكان متساويان» من حيث الأهلية للحصول على أحدث القدرات العسكرية الأمريكية.
وفي حال تقدّم المحادثات القطرية، فإن الدوحة ستنضم إلى كل من السعودية وتركيا في السعي لامتلاك مقاتلات الجيل الخامس، وهو ما من شأنه توسيع دائرة الجدل داخل واشنطن حول صادرات السلاح المتطور إلى الشرق الأوسط، لا سيما في ظل الاعتراضات الإسرائيلية التقليدية على أي صفقات قد تقلّص فجوة التفوق العسكري بينها وبين دول المنطقة.
ووفقًا لتقارير موقع «ميدل إيست آي»، مارست حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطًا مكثفة على الإدارات الأمريكية المتعاقبة لعرقلة بيع طائرات إف-35 إلى كل من تركيا والسعودية، وهي جهود أكدها ترامب علنًا في أكثر من مناسبة.
إلا أن الرئيس الأمريكي بدا في الأشهر الأخيرة أقل تجاوبًا مع المطالب الإسرائيلية، في إطار مقاربة أوسع لإعادة رسم العلاقات الدفاعية مع حلفاء واشنطن الإقليميين.
وفي هذا السياق، تبدو فرص السعودية في الحصول على الطائرات أعلى من غيرها، خاصة مع انتظارها موافقة أمريكية على اتفاقية دفاعية شاملة، قال مسؤولون أمريكيون إنها ستُسرّع صفقات التسليح الكبرى.
في المقابل، لا تزال تركيا تواجه عقبات قانونية وسياسية منذ إقصائها من برنامج إف-35 عام 2019 بسبب شرائها منظومة الدفاع الجوي الروسية إس-400، رغم تقارير حديثة عن مساعٍ تركية لإعادة المنظومة إلى روسيا في محاولة لإزالة العقبات الأمريكية.
أما قطر، التي تدهورت علاقاتها مع إسرائيل إلى أدنى مستوياتها في سبتمبر الماضي عقب استهداف إسرائيلي لمفاوضي حركة حماس في الدوحة، فإن أي تقارب عسكري محتمل مع واشنطن في ملف إف-35 يُنظر إليه في تل أبيب بعين الريبة، خصوصًا في ظل الدور السياسي والدبلوماسي الذي تلعبه الدوحة في ملفات إقليمية حساسة.
وردًا على هذه التطورات، أفادت القناة 12 بأن إسرائيل تعمل على إعداد حزمة مطالب دفاعية جديدة لتقديمها إلى الولايات المتحدة، تشمل شراء سربين إضافيين من الطائرات المقاتلة المتقدمة، أحدهما من طراز إف-35 والآخر من طراز إف-15 آي، إلى جانب ذخائر متطورة وأنظمة دعم مرتبطة بها، في محاولة لتعزيز تفوقها الجوي واستباق أي تغيّر محتمل في خريطة التسلح الإقليمي.
وتعكس هذه التحركات المتوازية حجم التوتر الكامن خلف صفقات السلاح في الشرق الأوسط، حيث لم تعد مقتصرة على اعتبارات عسكرية بحتة، بل باتت ترتبط بشكل وثيق بالتحالفات السياسية، وتوازنات النفوذ، ومستقبل العلاقات بين واشنطن وحلفائها في المنطقة.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=73374



