السياسة الدولية

الحوثيون يستهدفون ناقلة نفط إسرائيلية قرب ميناء ينبع السعودي

الحوثيون يستهدفون ناقلة نفط إسرائيلية قرب ميناء ينبع السعودي

استهداف الحوثيين للمصالح الأمريكية

شهد البحر الأحمر أمس الأحد تصعيدًا جديدًا في وتيرة الهجمات البحرية، بعد أن أعلنت جماعة الحوثيين في اليمن مسؤوليتها عن إطلاق صاروخ استهدف ناقلة نفط مملوكة لإسرائيل قرب ميناء ينبع السعودي.
ويأتي هذا الهجوم في أعقاب غارة إسرائيلية على العاصمة اليمنية صنعاء أدت إلى مقتل رئيس وزراء الحوثيين وعدد من القادة البارزين، ما دفع الجماعة إلى التعهد بالرد والانتقام.
وقد أفادت جماعة الحوثيين أنها أطلقت صاروخًا على السفينة “سكارليت راي” التي كانت تبحر جنوب غرب مدينة ينبع الساحلية على البحر الأحمر.
والسفينة ترفع علم ليبيريا، لكن تقارير الأمن البحري تشير إلى أنها مملوكة لإسرائيل، ما جعلها ضمن دائرة أهداف الحوثيين.
وأكدت شركة الأمن البحري البريطانية “أمبري” وقوع انفجار بالقرب من موقع السفينة، فيما ذكرت عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة أن الطاقم أبلغ عن سقوط “قذيفة مجهولة” قربهم وسمعوا صوت انفجار قوي.
ولم تُسجل أي إصابات بين أفراد الطاقم، وأكدت هيئة النقل البحري البريطانية أن السفينة ستواصل رحلتها التالية بعد الحادث.
هجوم إسرائيلي يفتح باب التصعيد
الهجوم الحوثي جاء بعد أقل من 24 ساعة على غارة جوية إسرائيلية استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء. الغارة أدت إلى مقتل رئيس وزراء الحوثيين وعدد من المسؤولين رفيعي المستوى في الجماعة.
اعتبر الحوثيون الضربة الإسرائيلية بمثابة “إعلان حرب مباشر”، وتعهدوا بالرد في البحر والبر. ويبدو أن استهداف الناقلة “سكارليت راي” كان أولى حلقات هذا الرد.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أطلق الحوثيون حملة ممنهجة لاستهداف السفن التي يعتبرونها مرتبطة بإسرائيل أو المتعاملة معها. وتصف الجماعة هذه العمليات بأنها “جزء من دعمها للفلسطينيين في غزة”، في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة هناك.
ووفق تقديرات غربية، نفذ الحوثيون أكثر من 100 هجوم على الشحن الدولي خلال العامين الماضيين، ما دفع العديد من شركات النقل البحري العالمية إلى إعادة توجيه رحلاتها حول رأس الرجاء الصالح في أفريقيا، ما يضيف أسابيع إلى زمن الشحن ويرفع التكاليف.
هجمات بارزة سابقة
يوليو/تموز 2025: هاجم الحوثيون سفينة الشحن “إتيرنيتي سي” في البحر الأحمر وأغرقوها باستخدام زورق مفخخ مسيّر وستة صواريخ كروز وباليستية، ما أدى إلى سقوط قتلى من أفراد الطاقم.
اليوم السابق للهجوم: اصطدمت السفينة “ماجيك سيز” بسفينة تجارية أخرى في المنطقة نتيجة هجوم مماثل.
نوفمبر/تشرين الثاني 2023: اختطف الحوثيون سفينة “جالاكسي ليدر” المملوكة جزئيًا لإسرائيل، واحتجزوا طاقمها كرهائن، في واحدة من أبرز عملياتهم البحرية.
وقد رسخت هذه الهجمات صورة البحر الأحمر كمنطقة عالية المخاطر، خصوصًا بالنسبة للسفن التي لها صلة بإسرائيل.
تداعيات إقليمية ودولية
ميناء ينبع المستهدف يقع غرب السعودية على البحر الأحمر، وهو موقع استراتيجي قريب من ممرات الشحن العالمية. أي تهديد لأمن الملاحة فيه يمثل خطورة مباشرة على التجارة الدولية، خاصة وأن نحو 13% من التجارة العالمية تمر عبر البحر الأحمر.
والسعودية التي قادت منذ 2015 تحالفًا عسكريًا ضد الحوثيين لدعم الحكومة اليمنية، كانت قد نجحت سابقًا في إحباط محاولات اعتداء بحرية للجماعة.
إلا أن استهداف ناقلة إسرائيلية قرب سواحلها يعكس تصاعد مستوى الجرأة الحوثية في ظل الدعم الإيراني الذي تتلقاه الجماعة.
من جانب آخر، فإن استمرار هذه الهجمات قد يضع التحالف الدولي لحماية الملاحة في البحر الأحمر أمام اختبار جديد، مع مطالب متزايدة باتخاذ إجراءات أكثر صرامة لردع الحوثيين وتأمين خطوط التجارة.

الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=72583

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى