الرياضة

 صندوق سعودي وجاريد كوشنر يقودان استحواذًا قياسيًا على «إي إيه» بـ55 مليار دولار

أعلنت شركة ألعاب الفيديو العملاقة إلكترونيك آرتس (EA) يوم الاثنين أنها وافقت على بيع الشركة في صفقة استحواذ قيمتها نحو 55 مليار دولار تقودها مجموعة مستثمرين تضم صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF)، وشركة الاستثمار التقنية سيلفر ليك، وشركة أفينيتي بارتنرز المرتبطة بجاريد كوشنر.

وتعد الصفقة، التي عرضت على مساهمي EA سعرًا نقديًا قدره 210 دولارات للسهم (بما يعادل علاوة نحو 25% على سعر الإغلاق قبل الإعلان)، ّ أضخم عملية استحواذ ممولة بالرافعة المالية في التاريخ الحديث لسوق الصفقات.

هيكل الصفقة وتمويلها

بحسب البيان الرسمي، يتألف هيكل التمويل من حوالى 36 مليار دولار من استثمارات رأس مالية يوفّرها المستحوذون، إلى جانب نحو 20 مليار دولار من ديون تموّلها بشكلٍ أساسي مصرف JPMorgan Chase، حيث من المتوقع أن يُصرف نحو 18 مليارًا من هذا الدين عند إتمام الصفقة.

كما سيبقى مقر EA في ريدوود سيتي بكاليفورنيا، وسيستمر أندرو ويلسون في منصب الرئيس التنفيذي بعد التحول إلى شركة خاصّة.

وتُبرز المبررات الرسمية والمنطق الاستثماري أن الاستحواذ يمثّل فرصة لاستغلال مكتبة ممتلكات فكرية ضخمة (Madden/EASports، The Sims، Battlefield وغيرها)، وإخراج الشركة من ضغوط الأسواق العامة لتتبنى استراتيجيات استثمارية طويلة الأمد وتحديثات إنتاجية قد لا تتسامح مع ضغوط أرباح ربع سنوية.

ويرى محللون أنّ عودة ثقة المستثمرين في صفقات الرافعة المالية بعد سنوات من التشدد في أسواق الائتمان تسمح بتهيئة مثل هذه الصفقات الضخمة.

امتدادات ضمن استراتيجية «رؤية 2030»

يُعد دخول صندوق الاستثمارات العامة اتساقًا مع استراتيجية طويلة الأمد للتوسع في قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، حيث سبق لصندوق PIF أن استثمر في شركات ألعاب ومنصات رياضات إلكترونية أخرى كجزء من سعيه لتنويع الاقتصاد الوطني وبناء منظومة ترفيهية رقمية عالمية.
وتمثّل صفقة EA نقلة نوعية في حضور الصندوق على خريطة صناعة الألعاب العالمية.

والاستحواذ الذي يتضمن مشاركة صندوق سيادي أجنبي يثير توقعات بإجراءات مراجعة تنظيمية، لا سيما في الولايات المتحدة حيث تُراجع صفقات ذات حضور أجنبي من قبل هيئات مختصة بمخاطر الأمن القومي والاستثمارات الأجنبية.

ويتوقع محللون قانونيون واقتصاديون أن الصفقة ستحتاج موافقات تنظيمية وموافقة مساهمي EA قبل الإغلاق، وقد تواجه تساؤلات سياسية حول ملكية وادارة أصول إعلامية وترفيهية أميركية هامة.

ردود فعل السوق والمجال التنافسي

أعلنت بورصات الولايات المتحدة ارتفاعًا فوريًا في سعر سهم EA عقب الإعلان، فيما أشاد بعض المحللين بالعلاوة المدفوعة للمساهمين، بينما حذّر آخرون من مخاطِر عالية متعلّقة بمستويات الديون الكبيرة والتحديات التشغيلية لصناعة الألعاب التي تشهد تقلبات في العائدات والإنفاق المستهلك.

كما قد يعيد هذا التحوّل رسم خريطة ناشري الألعاب الكبار، ويضع شركات مثل Take-Two وUbisoft في سياق تنافسي جديد أمام كيان EA الخاص.

وعلى المستوى الداخلي، سيبقى المستقبل العملي لفرق التطوير والمنتجات واحدًا من أهم محاور القلق والاهتمام: هل سيسمح التحوّل إلى ملكية خاصة بمزيد من الاستثمارات في عناوين كبيرة وطويلة الأمد.

أم أن الضغوط المالية لهيكلة الدين ستحدّ من الهوامش الاستثمارية؟ شركة EA تواجه أسئلة عن موازنة الإصدارات المستقبلية (مثل Battlefield وسلاسل الرياضة) مع النمو في مجالات الاشتراكات والخدمات داخل اللعبة.

وبالمجمل فإن صفقة استحواذ بقيمة 55 مليار دولار تُعد حدثًا تاريخيًا لصناعة الألعاب والصفقات العالمية على حد سواء — فهي تؤكد تحويل قطاع الترفيه الإلكتروني إلى وجهة لجذب رؤوس الأموال السيادية والخيالية، لكنها تفتح أيضًا ملف المخاطر التنظيمية والسياسية والمالية التي سترافق تنفيذ صفقة بهذا الحجم.

ونجاح الصفقة يعتمد على قدرة المستثمرين على إدارة الدين، وضمان الاستقرار التشغيلي داخل EA، وكسب ثقة المستهلكين والجهات الرقابية على حد سواء.

الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=72831

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى