الصحة

 حبوب يومية تساعد المرضى على خسارة 12% من وزن الجسم في التجارب السريرية

في خطوة مهمة نحو تقديم حلول جديدة لمشكلة السمنة، أظهرت التجارب السريرية لحبوب أورفورجليبرون من شركة إيلي ليلي نتائج واعدة في مجال إنقاص الوزن. وأظهرت دراسة جديدة أن المرضى الذين تناولوا حبوب أورفورجليبرون يوميًا لمدة 72 أسبوعًا قد تمكنوا من فقدان 12.4% من وزن جسمهم، وهي نتيجة تشكل دفعة كبيرة في مجال الأدوية التجريبية لإنقاص الوزن.

تسعى شركات الأدوية الكبرى إلى تطوير بدائل أكثر فعالية وبأسعار معقولة للأدوية الحالية مثل Ozempic وWegovy، والتي تعتمد على حقن أسبوعية. في هذا السياق، يعد أورفورجليبرون خطوة جديدة، حيث يُصنع على شكل أقراص تُؤخذ يوميًا، مما يجعله أكثر سهولة في الاستخدام مقارنة بالأدوية القابلة للحقن.

التجارب السريرية: خسارة وزن ملحوظة
أجريت التجربة السريرية على 3127 مريضًا يعانون من السمنة أو زيادة الوزن، حيث تناولوا حبوب أورفورجليبرون بجرعات مختلفة. أظهرت النتائج أن المرضى الذين تناولوا الجرعة الأعلى (36 ملغ) فقدوا في المتوسط 12.3 كيلوغرامًا، بينما أولئك الذين تناولوا جرعة أقل (6 ملغ) فقدوا 7.6% من وزنهم. كانت النتائج مشجعة بشكل خاص لأولئك الذين يعانون من مشاكل صحية مرتبطة بالوزن، مثل أمراض القلب.

ورغم أن الأدوية الحالية مثل Ozempic تعتمد على محاكاة هرمون GLP-1، الذي ينظم الشهية والسكر في الدم، فإن أورفورجليبرون يتألف من جزيئات صغيرة يسهل تصنيعها وتعبئتها، مما قد يعزز من سهولة تصنيعه وتوزيعه.

فوائد صحية إضافية
إلى جانب تأثيره في إنقاص الوزن، أظهرت الأبحاث المبكرة أن أورفورجليبرون له تأثير إيجابي على صحة القلب، حيث ساعد في تقليل علامات خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل الكوليسترول والدهون الثلاثية وضغط الدم. وهو ما يجعله واعدًا في علاج الأمراض المزمنة المرتبطة بالسمنة.

وكانت الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا التي أبلغ عنها المرضى المشاركون في الدراسة هي مشاكل الجهاز الهضمي الخفيفة إلى المتوسطة مثل الغثيان والقيء، خاصة لدى الذين تناولوا الجرعة الأعلى. ومع ذلك، فإن هذه الآثار كانت مؤقتة وتراجعت مع مرور الوقت.

التوجهات المستقبلية في أدوية إنقاص الوزن
تعد أدوية السمنة جزءًا من سوق متنامٍ، حيث من المتوقع أن تصل قيمة هذه السوق إلى 150 مليار دولار بحلول عام 2030. ووسط تزايد الاهتمام العالمي بهذه الأدوية، يتم دراسة إصدار جرعات فموية عالية من أدوية مثل Wegovy لتوسيع الخيارات العلاجية للمرضى. وفي الولايات المتحدة، هناك أيضًا دعوات لمزيد من التنظيم حول تصنيع الأدوية العامة لضمان توفير الأدوية الآمنة والفعّالة.

شركة إيلي ليلي تخطط لتقديم أورفورجليبرون للمراجعة التنظيمية في نهاية العام الجاري، مع استعدادها لإطلاقه عالميًا. ويأمل الخبراء في أن يقدم هذا الدواء بديلاً فعالًا عن العلاجات القابلة للحقن، مما يسهل الوصول إلى العلاج ويعزز نتائج إدارة السمنة على المدى الطويل.

الآفاق المستقبلية للصحة العامة
السمنة تشكل تحديًا صحيًا عالميًا، إذ يعاني أكثر من مليار شخص في العالم من زيادة الوزن أو السمنة، مما يزيد من العبء على الأنظمة الصحية. وفقًا للمرصد العالمي للسمنة، فإن نسبة كبيرة من السكان في دول مثل الإمارات يعانون من السمنة، ما يؤدي إلى العديد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري. تعد أدوية إنقاص الوزن مثل أورفورجليبرون خطوة حيوية في مواجهة هذه الأزمة الصحية العالمية.

وفي الختام، قد يمثل دواء أورفورجليبرون نقلة نوعية في مجال علاج السمنة، خاصة مع تطور الأبحاث والتجارب السريرية التي تثبت فعاليته في إنقاص الوزن وتحسين الصحة العامة.

الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=72274

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى