في اختراق علمي جديد قد يفتح آفاقاً واسعة في مجال مكافحة الشيخوخة والأمراض المزمنة، توصّل باحثون من مركز يوتي ساوثويسترن الطبي إلى أنّ هرمون FGF21 يمكن أن يكون مفتاحاً لإطالة العمر وتحسين الصحة الأيضية، وذلك بعد تجارب ناجحة على الفئران المعدّلة وراثياً.
وُشرت نتائج الدراسة المثيرة في مجلة Cell Metabolism في، مشيرة إلى إمكانية تطوير علاجات جديدة قد تغيّر مستقبل الطب.
قاد الدراسة الدكتور فيليب شيرر، أستاذ الطب الباطني وعلم الأحياء الخلوي ومدير مركز تاتشستون لأبحاث السكري بالمركز الطبي، بالتعاون مع كريستي م. غلينياك، أستاذة مساعدة في علوم التغذية بجامعة روتجرز.
وأظهرت نتائج الفريق أن رفع مستويات هرمون FGF21 لدى الفئران أدى إلى تقليل الدهون الضارة المعروفة باسم السيراميدات في الدهون الحشوية، والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بأمراض القلب والسكري ومشاكل التمثيل الغذائي.
وقال شيرر تعليقاً على النتائج: “هذه هي الدراسة طويلة الأمد الأولى التي تُظهر التأثيرات الوقائية القوية لـ FGF21 من خلال الأنسجة الدهنية. رفع مستويات هذا الهرمون قد يوفر فوائد كبيرة للشيخوخة الصحية، إلى جانب علاج أمراض مثل السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الكبد الدهنية، وأمراض الكلى.”
ولطالما كان هرمون FGF21 محل اهتمام الأوساط العلمية بسبب قدرته على تنظيم عملية الأيض وتحسين حساسية الجسم للإنسولين.
في دراسات سابقة أجراها علماء من نفس المركز بقيادة ديفيد مانغلسدورف، رئيس قسم علم الصيدلة، وستيفن كليور، أستاذ علم الأحياء الجزيئية والصيدلة، تبيّن أن رفع مستويات الهرمون أطال عمر الفئران المختبرية وحسّن استجابتها للإنسولين.
إلا أن تلك الدراسات ركّزت على خلايا الكبد –الموقع الرئيسي لإنتاج FGF21– وشملت إفراطاً في إنتاج الهرمون مدى الحياة، ما تسبب في تأثيرات جانبية مثل تثبيط النمو.
في المقابل، تبنّت الدراسة الجديدة نهجاً مختلفاً؛ إذ عدّل الباحثون الفئران وراثياً لإنتاج كميات إضافية من FGF21 في الخلايا الدهنية فقط، بدءاً من مرحلة البلوغ، محاكين ظروفاً أقرب إلى الواقع عبر إطعامها نظاماً غذائياً غنياً بالدهون.
وجاءت النتائج مذهلة: فقد عاشت الفئران المعدلة حتى 3.3 سنوات، أي ما يعادل عمراً متقدماً للغاية لدى البشر، مقارنة بـ 1.8 سنة للفئران غير المعدلة.
كما أظهرت الفئران المعدلة مقاومة للسمنة، وتجنبت الإصابة بأمراض الكبد الدهنية، وقلّ لديها تراكم الخلايا المناعية الالتهابية في الأنسجة الدهنية. كذلك حافظت هذه الفئران على مستويات مستقرة من السكر في الدم، وحساسية أفضل للإنسولين، ومستويات صحية من الكوليسترول.
وأكد شيرر على أهمية هذه النتائج قائلاً: “من خلال فهمنا لكيفية حماية هذا الهرمون من الأمراض المزمنة، نحن نضع الأساس لعلاجات مستقبلية تمتد ليس فقط بالعمر، بل بجودة الحياة أيضاً.”
ويمثل هذا الاكتشاف خطوة كبيرة نحو ابتكار أدوية أو تقنيات علاجية قد تُحدث نقلة في علاج أمراض الشيخوخة، وتحسين الصحة العامة للبشر، وهو ما يبعث أملاً جديداً في إمكانية إطالة عمر الإنسان بشكل صحي وآمن.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=71822
