ارتفاع أسعار النفط في أسواق الخليج الرئيسية وسط آمال بخفض أسعار الفائدة الأمريكية
شهدت أسواق الأسهم الرئيسية في منطقة الخليج ارتفاعًا طفيفًا خلال التعاملات المبكرة يوم الاثنين، مدعومة بصعود أسعار النفط العالمية وتزايد تفاؤل المستثمرين حيال احتمال لجوء مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة، في ظل مؤشرات على تباطؤ التضخم في أكبر اقتصاد في العالم.
وجاء تحسّن المعنويات في الأسواق الخليجية متزامنًا مع ارتفاع أسعار النفط، الذي يُعد أحد أبرز العوامل المحفّزة للأسواق المالية في المنطقة، نظرًا لاعتماد اقتصادات دول الخليج بشكل كبير على إيرادات الطاقة.
وصعدت أسعار الخام بعد إعلان مسؤولين أن الولايات المتحدة اعترضت ناقلة نفط في المياه الدولية قبالة سواحل فنزويلا، ما أثار مخاوف جديدة بشأن اضطرابات محتملة في الإمدادات العالمية وزاد من حالة عدم اليقين في السوق.
وفي السعودية، أكبر سوق مالية في المنطقة، ارتفع مؤشر الأسهم الرئيسي (تاسي) بنسبة 0.2% في التعاملات المبكرة.
وقاد المكاسب سهم شركة التعدين العربية السعودية «معادن»، الذي صعد بنحو 3%، بعدما أعلنت الشركة حصولها الأسبوع الماضي على موافقة وزارة الطاقة لتخصيص المواد الخام اللازمة لإطلاق مشروعها الرابع للفوسفات، وهو ما عزز توقعات المستثمرين بشأن نمو أعمال الشركة على المدى المتوسط.
وفي الإمارات، واصل الأداء الإيجابي حضوره بشكل معتدل. إذ ارتفع مؤشر سوق دبي المالي بنسبة 0.2%، مدعومًا بصعود سهم شركة إعمار العقارية بنسبة 1.8%، وسط تفاؤل باستمرار النشاط في قطاع العقارات، الذي يشكل أحد أعمدة الاقتصاد المحلي في الإمارة.
أما في أبوظبي، فقد سجل مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية مكاسب أقوى نسبيًا، مرتفعًا بنسبة 0.5%، في إشارة إلى تحسن شهية المستثمرين للأسهم القيادية، بدعم من استقرار أسعار الطاقة وتوقعات السياسة النقدية العالمية.
وفي قطر، ارتفع المؤشر العام لبورصة قطر بنسبة 0.1%، مدفوعًا بصعود سهم شركة صناعات قطر بنسبة 1.1%. ويعكس هذا الأداء دعم قطاع الصناعات الثقيلة المرتبط بشكل وثيق بأسعار الطاقة والطلب العالمي على المنتجات البتروكيماوية.
وتتركز أنظار المستثمرين في أسواق الخليج حاليًا على السياسة النقدية الأمريكية، إذ تتوقع الأسواق خفضين محتملين لأسعار الفائدة الأمريكية خلال العام المقبل، وفقًا لأداة «فيد ووتش»، رغم الإشارات المتحفظة التي لا يزال يبعث بها مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي، والذين يؤكدون ضرورة توخي الحذر قبل البدء في دورة التيسير النقدي.
وتكتسب قرارات الفائدة الأمريكية أهمية خاصة لأسواق الخليج، نظرًا لارتباط معظم عملات المنطقة بالدولار الأمريكي، ما يعني أن أي تغيير في السياسة النقدية الأمريكية ينعكس بشكل مباشر على السيولة، وتكلفة الاقتراض، وتدفقات الاستثمار في دول الخليج.
ويرى محللون أن استمرار ارتفاع أسعار النفط، إلى جانب أي مؤشرات واضحة على اقتراب خفض الفائدة الأمريكية، قد يوفّر دعمًا إضافيًا لأسواق الأسهم الخليجية خلال الفترة المقبلة، رغم استمرار المخاطر الجيوسياسية وتقلبات أسواق الطاقة العالمية.
وفي المجمل، عكست تعاملات الاثنين حالة من الحذر الإيجابي في أسواق الخليج، حيث يوازن المستثمرون بين التفاؤل بتحسّن الظروف النقدية العالمية، والقلق من التطورات الجيوسياسية التي قد تؤثر على استقرار أسواق النفط والاقتصاد العالمي.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=73417



