إعلام أمريكي: محمد بن سلمان يدعم توسيع “اتفاقيات أبراهام”
نشرت شبكة فوكس نيوز الأمريكية تقريرًا موسعًا عن ملامح السياسة السعودية في المرحلة المقبلة، مع تسليط الضوء على موقف ولي العهد ورئيس الوزراء محمد بن سلمان من توسيع “اتفاقيات أبراهام” والتطبيع مع إسرائيل.
وبحسب الشبكة فإنه بينما يؤكد الأمير السعودي الشاب دعمه لتوسيع “اتفاقيات أبراهام” التي أطلقت في 2020 بوساطة أمريكية، فإنه يربط أي تطبيع دائم وشامل بمسار سياسي جاد يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.
هذا الموقف يبرز محاولة الرياض التوفيق بين التغيرات الاستراتيجية في المنطقة، والاعتبارات السياسية والدينية المرتبطة بالقضية الفلسطينية.
زيارة مرتقبة لواشنطن
أشارت الشبكة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اختار الرياض كأول وجهة خارجية له في ولايته الجديدة، حيث التقى بولي العهد السعودي.
كما يُرتقب أن يقوم محمد بن سلمان بزيارة إلى البيت الأبيض خلال الأشهر المقبلة، ما يعكس عمق الشراكة بين البلدين.
ووصف التقرير التوقيت بـ”اللافت”، إذ بلغ ولي العهد سن الأربعين هذا الشهر، ليكمل عقدًا كاملًا في السلطة وضع خلاله بصمات واضحة على المشهدين الداخلي والخارجي للمملكة.
إصلاحات داخلية واسعة
أبرز التقرير التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها السعودية خلال السنوات الماضية:
حقوق المرأة: رفع الحظر عن القيادة، تقليص نظام الولاية، وتمكين النساء في مجالات الطيران والدبلوماسية والقانون، حيث باتت تشكل النساء 36% من القوى العاملة.
الترفيه والثقافة: عودة السينما، استضافة حفلات ومهرجانات عالمية، وتنظيم فعاليات كبرى مثل الفورمولا 1، والملاكمة، ما أسس لصناعة ترفيهية محلية.
الحكومة الرقمية: تطوير منصات موحدة للخدمات الحكومية خفّضت البيروقراطية وقلصت فرص الفساد.
مكافحة الفساد: حملة 2017 التي استردت مليارات الدولارات وأظهرت أن حتى النخب ليست محصنة.
تنويع الاقتصاد: من خلال استثمارات صندوق الاستثمارات العامة في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة، إلى جانب إطلاق مشاريع عملاقة مثل نيوم، والقدية، ومشاريع البحر الأحمر.
التعليم والقوانين: إصلاح المناهج لتشمل العلوم واللغات والتفكير النقدي، وسن قوانين جديدة تمنح وضوحًا أكبر في المعاملات التجارية والأحوال الشخصية.
استراتيجية إقليمية جديدة
على المستوى الإقليمي، يربط محمد بن سلمان التغيير الداخلي باستراتيجية خارجية طموحة. فإلى جانب دفعه لدمج السعودية في الاقتصاد العالمي واستضافتها فعاليات دولية كبرى مثل إكسبو 2030 وكأس العالم 2034، فإنه ينظر إلى التطبيع مع إسرائيل كجزء من إعادة تشكيل اصطفاف إقليمي جديد.
لكن وفق فوكس نيوز، فإن ولي العهد يشدد على أن هذا المسار يجب أن يكون مشروطًا بإقامة دولة فلسطينية، معتبرًا ذلك الثمن السياسي اللازم بعد حرب غزة من أجل دمج إسرائيل في المنطقة بشكل مقبول شعبيًا ورسميًا.
ورغم النجاحات، لم يخلُ مسار الإصلاح من إجراءات قسرية. فقد أشار التقرير إلى استمرار اعتقال ناشطين ورجال أعمال وحتى بعض الأمراء، معتبرًا أن هذا يعكس “التضييق على المعارضة السياسية”.
ويرى مراقبون أن الإصلاحات السريعة غالبًا ما تتصادم مع المصالح الراسخة، كما حدث مع تجارب إصلاحية كبرى في دول مثل تركيا وسنغافورة والصين.
مع ذلك، يشير التقرير إلى أن محمد بن سلمان أظهر قدرة على التعلم السريع وتغيير المسار عند الضرورة، وهي سمة نادرة في القيادة السياسية، حسب وصف فوكس نيوز.
أجندة واشنطن: الدفاع والتكنولوجيا والتطبيع
تتوقع الشبكة أن تتركز أجندة الحوار السعودي–الأمريكي في المرحلة المقبلة على عدة محاور:
دمج الدفاع بين البلدين لمواجهة التحديات الإقليمية.
التعاون في التكنولوجيا والطاقة، بما يشمل الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة.
استثمارات مشتركة تخلق فرص عمل في الولايات المتحدة وتعزز موقع السعودية عالميًا.
توسيع اتفاقيات أبراهام مع الإصرار على وضع مسار سياسي واضح يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية.
ويلفت التقرير إلى أن ما يميز محمد بن سلمان عن مصلحين تاريخيين آخرين هو عامل الوقت.
فعند سن الأربعين، من المرجح أن يبقى في الحكم لعقود قادمة، ما يمنحه فرصة لترسيخ الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بعمق، بحيث تصبح غير قابلة للتراجع.
هذا يعني أن أي اتفاقيات إقليمية يبرمها — مثل التطبيع مع إسرائيل أو إعادة هيكلة الاقتصاد — قد تحمل تأثيرات بعيدة المدى ليس فقط على المملكة، بل على استقرار المنطقة والعلاقات الدولية.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=72590



