أدوية إنقاص الوزن «السحرية» تشعل جدلاً في الخليج وسط تحذيرات
فيما يواصل أوزمبيك ومونجارو وغيرهما من أدوية إنقاص الوزن ذات الشعبية المتصاعدة تصدر عناوين وسائل التواصل الاجتماعي، يتزايد القلق في منطقة الخليج بشأن إساءة استخدامها وانتشار سوق سوداء نشطة تروج لنسخ مقلدة قد تشكل خطراً كبيراً على الصحة العامة.
صُممت أدوية GLP-1 في الأصل لعلاج مرضى السكري من النوع الثاني عبر خفض مستويات السكر في الدم وكبح الشهية، إلا أن فعاليتها اللافتة في إنقاص الوزن جعلتها محط اهتمام عالمي، خصوصاً بين من يبحثون عن حل سريع لمشكلة السمنة المتفشية في المنطقة.
ورغم أن هذه الأدوية تُصرف قانونياً في الخليج بوصفة طبية فقط، وتُخصص غالباً لمرضى السكري الذين يعانون أيضاً من السمنة، تشير تقارير إلى أن بعض الأطباء والصيادلة في المنطقة لا يلتزمون دائماً بهذه الضوابط.
ففي البحرين مثلاً، تلقت الهيئة المنظمة للأدوية شكاوى متعددة حول صرف أدوية GLP-1 دون وصفات طبية، ما أدى إلى توجيه توبيخ رسمي لبعض الصيدليات في أواخر عام 2021.
ويُقدّر سعر العلاج بأدوية GLP-1 بما يتراوح بين 1000 و2000 دولار شهرياً، ما يجعله بعيد المنال عن كثيرين. هذا الواقع دفع بعض محدودي الدخل للجوء إلى السوق السوداء، حيث تباع نسخ مزيفة عبر الإنترنت أو يروج لها مؤثرون على منصات التواصل الاجتماعي.
وفي حالات مأساوية، أبلغت سيدة عن إصابتها بمرض خطير وتقيؤ دم بعد تناولها نسخة غير مرخصة من دواء أوزمبيك اشترته عبر إنستغرام.
وأكثر ما يثير قلق الأطباء هو أن استخدام أدوية GLP-1 دون إشراف طبي أو خطة علاجية قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
فقد سجلت مستشفيات خليجية تزايداً في أعداد المرضى الذين يصلون إلى أقسام الطوارئ بسبب آثار جانبية لأدوية GLP-1 التي استُخدمت دون وصفة أو بجرعات خاطئة.
وفي المملكة المتحدة، أُدرج دواء GLP-1 كعامل مساهم في وفاة ممرضة بعد تلقيها جرعتين منخفضتين فقط.
وحذرت منظمة الصحة العالمية هي الأخرى من تنامي تجارة الأدوية المزيفة عبر الإنترنت، مشيرة إلى أن بعض المنتجات قد تكون سامة أو غير آمنة تماماً.
وفي حين يعترف الأطباء بأن أدوية GLP-1 قد تُحدث تحولاً إيجابياً في مكافحة السمنة، إلا أنهم يشددون على ضرورة تنظيم صرفها وجمع بيانات دقيقة حول استخدامها وآثارها طويلة المدى في الخليج، لضمان أمان المرضى وحماية الصحة العامة.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=71887
