كشف علمي جديد قد يمهد لإحداث ثورة في علاج السرطان

كشف علمي جديد قد يمهد لإحداث ثورة في علاج السرطان

أعلن علماء عن تطوير بلورات مجهرية دقيقة الحجم قد تمثل طفرة كبيرة في علاج السرطان، عبر إيصال الإشعاع مباشرة إلى الأورام، ما يُبشر بأسلوب علاجي أكثر دقة وأقل ضرراً للأنسجة السليمة.

وأوضح فريق الباحثين أن هذه البلورات، المعروفة باسم النانوبلورات، مصنوعة من عناصر مثل اللانثانوم والفاناديوم والأوكسجين، ويقل حجمها كثيراً عن حجم البكتيريا، ما يجعلها مناسبة لحمل مواد مشعة مثل الأكتينيوم والراديوم واستهداف الخلايا السرطانية بدقة.

وتعتمد التقنية الجديدة على إطلاق جسيمات ألفا من داخل البلورات، وهي جسيمات إشعاعية قوية قادرة على تدمير الحمض النووي داخل الخلايا السرطانية وقتلها بشكل مباشر.

ويعد هذا النهج، المعروف باسم العلاج الإشعاعي الموجه بجسيمات ألفا، أكثر أماناً مقارنة بالعلاج الكيميائي التقليدي، لأنه يركّز الإشعاع على الورم فقط، مما يقلل من إصابة الخلايا السليمة والآثار الجانبية القاسية التي يعاني منها المرضى عادة.

واستخدم العلماء نماذج حاسوبية متطورة وتجارب مخبرية لفهم كيفية توزع المواد المشعة داخل هذه النانوبلورات. وكشفت النتائج أن الأكتينيوم يظل محصوراً بإحكام داخل قلب البلورة، بينما يميل الراديوم إلى الانتشار بالقرب من سطحها.

ويُساعد هذا الفهم الدقيق في تصميم بلورات أكثر فعالية في توجيه الإشعاع بدقة إلى الخلايا السرطانية.

وقال أحد أعضاء فريق البحث: «هذه خطوة كبيرة نحو تطوير علاجات دقيقة للسرطان. من خلال دراسة البلورات على المستوى الذري، يمكننا تصميم علاجات أقوى وأقل ضرراً على الخلايا السليمة».

ويأمل العلماء أن يُسهم هذا الأسلوب في علاج أنواع مختلفة من السرطان، من بينها سرطان الثدي والدماغ والمبيض، وحتى السرطانات التي انتشرت إلى أعضاء أخرى في الجسم.

كما أظهرت دراسات أولية أن العلاج الإشعاعي الموجه بجسيمات ألفا قد يكون أكثر فاعلية بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بالعلاج الكيميائي التقليدي، مع احتمال تقليل الأعراض الجانبية.

وبالإضافة إلى الاستخدامات العلاجية، يمكن لهذه التقنية أن تُحدث نقلة نوعية في مجال تشخيص السرطان، إذ تُتيح البلورات المجهرية إمكانية تطوير أساليب تصوير دقيقة لرصد الأورام في مراحل مبكرة.

ويؤكد الباحثون أن النتائج الحالية تُعد أساساً واعداً لتطوير نانوبلورات محسنة في المستقبل، ما يمهد الطريق لعلاجات أكثر فعالية وأقل ضرراً، ويمنح الأمل لملايين المرضى حول العالم.

الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=71835