ارتفاع أسعار النفط مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا
سجّلت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا، صباح الأربعاء، على خلفية تصاعد التوترات السياسية والعسكرية بين الولايات المتحدة وفنزويلا، عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض حصار وصفه بـ«الكامل والشامل» على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تدخل وتخرج من الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية، ما أعاد إلى الواجهة مخاوف الأسواق بشأن اضطرابات محتملة في الإمدادات العالمية.
وبحسب بيانات التداول، ارتفع سعر خام برنت، المعيار الذي يقيس نحو ثلثي إنتاج النفط العالمي، بنسبة 1.37% ليصل إلى 59.73 دولارًا للبرميل عند الساعة 11:02 صباحًا بتوقيت الإمارات.
كما صعد خام غرب تكساس الوسيط، المؤشر الرئيسي للنفط الأمريكي، بنسبة 1.45% ليبلغ 56.07 دولارًا للبرميل، في تحرك يعكس استجابة سريعة للأسواق تجاه التطورات الجيوسياسية الأخيرة.
وجاء هذا الارتفاع بعد فترة من الضغوط الهبوطية التي تعرضت لها أسعار النفط خلال الأيام الماضية، حيث انخفض خام غرب تكساس الوسيط إلى أدنى مستوياته منذ أوائل عام 2021.
ويُعزى ذلك الانخفاض إلى توقعات دخول كميات إضافية من النفط الروسي إلى الأسواق العالمية، في ظل الزخم الذي اكتسبته محادثات السلام الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، وهو ما عزز المخاوف من فائض في المعروض.
ويرى محللون أن قرار واشنطن فرض حصار على ناقلات النفط الفنزويلية شكّل عامل دعم للأسعار، وإن كان تأثيره محدودًا نسبيًا.
وقالت فاندانا هاري، الرئيسة التنفيذية لشركة «فاندا إنسايتس» في سنغافورة، إن مخاطر الإمدادات القادمة من فنزويلا لا تقدم سوى «دعم هامشي» لأسعار النفط، نظرًا لصغر حجم صادرات البلاد مقارنة بالتجارة النفطية العالمية.
وأضافت أن الخطاب الأمريكي المتفائل بشأن قرب التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا، إلى جانب توقعات شتاء أكثر اعتدالًا في نصف الكرة الشمالي، يواصلان الضغط على الأسعار من ناحية الطلب.
وكان الرئيس ترامب قد أصدر أمرًا مباشرًا بفرض حصار على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تعمل في الموانئ الفنزويلية أو قبالة سواحلها، ما يهدد بتعطيل تدفقات النفط من البلاد.
وجاء هذا القرار بعد استيلاء القوات الأمريكية الأسبوع الماضي على ناقلة نفط «كبيرة جدًا» قبالة الساحل الفنزويلي، في خطوة اعتُبرت تصعيدًا غير مسبوق في سياسة الضغط على حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.
ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، فإن الناقلة التي تم احتجازها كانت تُستخدم، رغم خضوعها لعقوبات منذ سنوات، في تهريب النفط من فنزويلا وإيران.
وتنتج فنزويلا حاليًا نحو 1.1 مليون برميل يوميًا، يذهب معظمها إلى أسواق آسيا، ولا سيما الصين والهند، بحسب تقديرات شركة «ريستاد إنرجي».
ورغم أن الإنتاج الفنزويلي يمثل نحو 1% فقط من تدفقات التجارة النفطية العالمية، إلا أن أهميته تكمن في طبيعة خامه، إذ يشكل النفط الثقيل أكثر من 67% من إجمالي إنتاج البلاد.
وأشارت «ريستاد» إلى أن تصاعد التوترات العسكرية بين واشنطن وكراكاس قد ينعكس بشكل أكبر على أسعار الخامات القياسية، خصوصًا إذا ترافقت الضغوط السياسية مع مؤشرات على عمل عسكري محتمل.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه أسواق النفط حالة من التقلب المستمر، بفعل الحرب الروسية الأوكرانية، والسياسات التجارية الأمريكية، إضافة إلى قرارات «أوبك+» المتعلقة بالإنتاج.
ويتوقع متعاملون دخول مزيد من النفط إلى الأسواق خلال العام المقبل مع اتجاه كبار المنتجين إلى زيادة الإنتاج، في ظل تباطؤ نمو الطلب العالمي.
وكان تحالف «أوبك+» قد وافق الشهر الماضي على زيادة إنتاجه بمقدار 137 ألف برميل يوميًا لشهر ديسمبر، قبل أن يقرر لاحقًا تعليق زيادات الإنتاج خلال الربع الأول من العام المقبل، في محاولة لتحقيق توازن دقيق بين العرض والطلب في سوق شديدة الحساسية للتطورات السياسية.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=73359



