الرياضة

مانشستر يونايتد يدرس خوض ودية منتصف الموسم في السعودية وسط ضغوط مالية وقواعد تنظيمية

يدرس مانشستر يونايتد تنظيم مباراة ودية في السعودية خلال فترة فراغ جدول المباريات هذا الخريف/الشتاء، في خطوة تهدف إلى تعظيم الإيرادات واستغلال الأجواء الدافئة للتدريب.

وأشارت مصادر متعددة في الصحافة الرياضية إلى أن المحادثات لا تزال في بدايتها وأن إقامة المباراة غير مضمونة بعد، لكنها مطروحة ضمن بدائل النادي لتعويض نقص الدخل هذا الموسم.

وتأتي الفكرة بينما لا يشارك يونايتد في المسابقات الأوروبية هذا الموسم، ما يخلق أسابيع بلا مباريات منتصف الأسبوع يمكن استثمارها في ودية واحدة أو أكثر خارج إنجلترا.

وهذا الفراغ الزمني – الناتج أيضًا عن الخروج المبكر من كأس الرابطة – يجعل أواخر ديسمبر ويناير نافذة محتملة لرحلة قصيرة إلى الشرق الأوسط، بشرط التزام الضوابط التنظيمية للدوري الإنجليزي.

من زاوية رياضية–تجارية، تبدو السعودية خيارًا منطقيًا: “موسم الرياض” بات مظلة لفعاليات رياضية وترفيهية كبرى وسبق أن امتد خارج المملكة بصيغة “موسم الرياض للعالم”، ما يمنح المنظمين مرونة دعائية وتجارية واسعة.

كما أن احتمالية مواجهة فريق النصر – حيث يلعب كريستيانو رونالدو – تُضفي بعدًا تسويقيًا إضافيًا على أي ودية محتملة، رغم أن مواءمة الجداول تظل تحديًا. تقارير عدة لمّحت إلى سيناريو “لمّ الشمل” مع رونالدو في مباراة استعراضية، وإن بقي ذلك رهن التوافقات التنافسية والمواعيد.

ماليًا، الدوافع واضحة. أعلن يونايتد في 17 سبتمبر إيرادات قياسية بلغت 666.5 مليون جنيه إسترليني لموسم 2024/25، لكنه سجّل في الوقت نفسه خسارة صافية قدرها 33 مليون جنيه للعام السادس تواليًا، على خلفية انخفاض إيرادات البث لغياب دوري الأبطال وتكاليف استثنائية لخطط “التحول” وتقليص النفقات. هذه الصورة ثبّتها بيان علاقات المستثمرين للنادي وتقارير وسائل إعلام موثوقة.

ويُضاف إلى ذلك الضغوط النقدية التي تحدثت عنها تقارير بريطانية حول الدين الإجمالي والسيولة، وما رافقها من خفض للإنفاق وتسريحات وظيفية تحت إدارة إينيوس. هذا كله يفسّر بحث النادي عن مصادر دخل سريعة “خارج المنافسات”، مثل ودية مدفوعة جيدًا أو جولات قصيرة ما بعد الموسم – وهو ما اعتاد عليه يونايتد تاريخيًا.

لكن تنظيم ودية خلال الموسم محكوم بضوابط. تُظهر نسخ سابقة من دليل الدوري الإنجليزي بنودًا تقضي بألا يرتّب أي نادٍ مباراة ودية أثناء الموسم إلا بعد تثبيت ونشر تواريخ الدوري، وبما لا يؤثر سلبيًا على المباريات الرسمية.

ورغم تغير اللوائح عبر السنوات، فإن روح القاعدة بقيت: أولوية المباريات الرسمية وسلامة اللاعبين وجدولة السفر. لذا، سيحتاج يونايتد للتنسيق مع رابطة الدوري والاتحاد الإنجليزي قبل تثبيت أي رحلة.

رياضيًا، قد يثير القرار تحفظات داخلية. المدرب روبن أموريم – وفق تقارير – يثمّن وقت العمل الإضافي في كارينغتون لتحسين الأداء، خاصة وأن نتائج الفريق في انطلاقة الدوري متذبذبة.

غير أن سجل النادي حافل بالسفر خلال الموسم لأغراض تجارية/تدريبية؛ فقد خاض ثماني جولات خارجية في الموسم الماضي، كما نظم معسكرات شتوية سابقة في إسبانيا أثناء كأس العالم 2022، وختم موسم 2024/25 بجولة آسيوية حققت عوائد معتبرة. ذلك يشي بأن الجهاز الإداري يرى في السفر جزءًا من “نموذج العمل” لا يتعارض – بالضرورة – مع التحضير الفني إذا أُحسن توقيته.

ومن منظور تسويقي بحت، تمثل مواجهة نادٍ سعودي كبير – سواء النصر أو غيره – فرصة لفتح صناديق رعاية وتذاكر وبث موجهة للسوق الخليجية، التي أظهرت في السنوات الأخيرة شهية مرتفعة لاستضافة مباريات وأحداث نخبوية (من بطولات ملاكمة إلى مباريات نجوم).
كما أن أجواء الشتاء في الرياض تمنح الفريق حصة تدريبية دافئة مقارنة بإنجلترا، وهو مكسب فني موازٍ.

الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=72843

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى