حرب السودان تُنشئ شبكة واسعة من الأسلحة والمرتزقة بتمويل إماراتي
أفادت المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية أن الحرب في السودان قد أسست شبكة واسعة من الأسلحة والمرتزقة تمتد على مساحات كبيرة من شمال ووسط أفريقيا، مستفيدة من طرق التهريب القائمة وتوسيعها منذ اندلاع النزاع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023.
ويكشف تقرير المبادرة، بعنوان “الدوائر الجانبية: تأثير حرب السودان على أسواق الأسلحة وشبكات المرتزقة في تشاد وليبيا”, عن طرق إمداد مرتبطة بالإمارات العربية المتحدة، تمر عبر ليبيا وتشاد، لتغذية قوات الدعم السريع في السودان.
كما امتدت آثار الحرب إلى النيجر ومالي ودول مجاورة، مع رصد تدفقات إضافية للأسلحة والمرتزقة تمر عبر الصومال وأوغندا وجمهورية أفريقيا الوسطى.
وأشار التقرير إلى أن المرتزقة وتجارة الأسلحة وتعدين الذهب وتهريب البشر أصبحت مكونات رئيسية للاقتصاد الحربي، مما وفر الربح والوظائف لمجموعة واسعة من الناس في المنطقة.
وقال عماد الدين بادي، زميل بارز بالمبادرة ومؤلف التقرير: “التأثير المتبقي لهذا الاقتصاد الحربي سيكون طويل الأمد لأنه يعتمد على المرتزقة والأسلحة، ويطور البنية التحتية اللازمة للإمدادات”.
وأوضح التقرير أن السودان لم يكتفِ بإعادة تشكيل خطوطه الأمامية، بل أثر أيضًا على اقتصادات الأمن لجيرانه، وأن انتشار الأسلحة والاعتماد على المرتزقة يعيد تشكيل البنية الأمنية لمنطقة الساحل والصحراء، ليس كآثار للحرب فقط، بل كقوى مستمرة تعمق الهشاشة الهيكلية.
وشمل التقرير صورًا لأسلحة مختلفة، بما في ذلك رشاشات DShKM، تم العثور عليها في أسواق تشاد ووسائل التواصل الاجتماعي، موضحًا أن انهيار السيطرة العسكرية داخل السودان مكّن من انتشار هذه الأسلحة بسرعة من مخزونات القوات المسلحة وقوات الدعم السريع إلى الأسواق الإقليمية.
وأشار بادي إلى أن جودة خطوط الإمداد كان لها تأثير مباشر على التطورات العسكرية، سواء في خسارة الخرطوم أو سقوط الفاشر في دارفور.
وعندما سيطرت القوات المسلحة على العاصمة الخرطوم في ربيع 2025، تأثرت خطوط إمداد قوات الدعم السريع بخسارة مواقع رئيسية، إلا أن الميليشيات شبه العسكرية استعادت السيطرة لاحقًا على مناطق حدودية حيوية في ليبيا وتشاد، ما أتاح لها خط إمداد مباشر لتغذية هجومها على الفاشر.
وأوضح التقرير أن الإمارات لعبت دورًا رئيسيًا في تسهيل إمدادات قوات الدعم السريع عبر ليبيا وتشاد، بما في ذلك إنشاء مستشفى ميداني ظاهريًا لخدمة اللاجئين السودانيين، واستخدام القواعد الليبية مثل الكفرة وأم جرس كمراكز رئيسية لتوريد الأسلحة والمواد العسكرية والمرتزقة، مع مشاركة مجموعات ليبية بقيادة خليفة حفتر.
وأشار التقرير إلى أن المرتزقة كانوا عنصراً أساسياً في جميع مراحل الحرب، حيث عملوا كمنظمين ومساعدين للدوائر اللوجستية، يشمل ذلك مرافقة القوافل، وإدارة الوصول، وضمان تدفق الأسلحة والوقود والأفراد عبر الحدود، مما جعلهم جزءًا لا يتجزأ من الاقتصاد الحربي.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=73189



