أخبار الخليج

المدينة المنورة تتفوق على الرياض كأكبر سوق إسكان في السعودية

المدينة المنورة تتفوق على الرياض كأكبر سوق إسكان في السعودية

المدينة المنورة

يشهد سوق العقارات السكنية في السعودية تحولًا لافتًا مع صعود المدينة المنورة إلى صدارة المشهد، متفوقة على العاصمة الرياض من حيث النمو وحجم النشاط خلال النصف الأول من عام 2025.
وبحسب تقرير صادر عن شركة الاستشارات العقارية العالمية نايت فرانك، فقد قفزت قيمة الصفقات العقارية في المدينة المنورة بنسبة 49% مقارنة بالعام الماضي، فيما ارتفع عدد المعاملات بنسبة 38%، وهو أعلى معدل نمو على مستوى المملكة.
وأوضح فيصل درّاني، رئيس قسم أبحاث الشرق الأوسط في نايت فرانك، أن الطلب في المدينة المنورة كان الأعلى، حيث سارع المشترون إلى اقتناص العقارات قبل السماح رسميًا للمستثمرين الأجانب بدخول السوق.
وفي المقابل، سعى البائعون إلى إتمام صفقات سريعة للاستفادة من ارتفاع الأسعار.
ويرتبط هذا الزخم بقرار السعودية الأخير تخفيف القوانين في مكة والمدينة للسماح للأجانب بالاستثمار في شركات تطوير العقارات، إلى جانب إصدار قانون جديد يمكّن الأجانب من تملك العقارات في المدن الكبرى مثل الرياض.
اهتمام عالمي بالمقدسات
يُظهر التقرير أن المسلمين الميسورين في الخارج يمثلون شريحة رئيسية من المستثمرين المحتملين، إذ يتطلعون لامتلاك منازل في مكة والمدينة غالبًا لأغراض شخصية مثل التقاعد أو الإقامة الموسمية.
ويغذي هذا الاهتمام الدولي موجة جديدة من المشاريع الكبرى، مثل مشروع “رؤى المدينة” التابع لصندوق الاستثمارات العامة، والذي يستهدف إعادة تشكيل البنية العمرانية في المنطقة المحيطة بالحرم النبوي.
في المقابل، واجهت الرياض تباطؤًا بعد سنوات من النمو المتسارع. فقد تراجعت أعداد المعاملات بنسبة 31%، بينما انخفضت قيمة الصفقات بنسبة 20% خلال النصف الأول من العام.
ويعزو التقرير هذا التراجع إلى تضاعف أسعار المنازل تقريبًا منذ عام 2019، الأمر الذي جعل القدرة على تحمّل الكلفة تحديًا متزايدًا للمشترين.
مع ذلك، شددت نايت فرانك على أن ما يحدث في الرياض لا يعكس ضعفًا جوهريًا، بل يُعد تصحيحًا طبيعيًا بعد طفرة استمرت لسنوات. وأشارت إلى أن أسعار الشقق والفلل واصلت الارتفاع رغم انخفاض حجم المعاملات.
سياق أوسع لإصلاحات الإسكان
تأتي هذه التحولات في إطار رؤية السعودية 2030، التي تسعى لرفع نسبة تملّك السعوديين للمساكن وتعزيز جاذبية السوق العقاري للاستثمارات الأجنبية.
وتشهد المملكة وتيرة بناء متسارعة لتلبية الطلب المحلي المتنامي، مدعومة بمشاريع ضخمة تشمل المدن الكبرى والمناطق المقدسة.
ويمثل صعود المدينة المنورة إلى صدارة أسواق الإسكان السعودية نقطة تحوّل في الجغرافيا العقارية للمملكة، مدفوعًا بالإصلاحات القانونية والاهتمام العالمي بالمناطق المقدسة.
وفيما تواجه الرياض مرحلة تصحيحية بعد سنوات من النمو الحاد، يبدو أن المشهد العقاري السعودي يتجه نحو تنويع مراكزه الحيوية، بحيث لم تعد العاصمة وحدها مركز الثقل، بل باتت المدينة المنورة منافسًا رئيسيًا يقود ديناميكيات السوق.

الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=72564

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى