السياسة الدولية

العراق يفتح معبرين حدوديين جديدين مع إيران والسعودية لتعزيز دوره التجاري إقليميا

أعلن مسؤولون عراقيون أن الحكومة وافقت على فتح معبرين حدوديين جديدين مع كل من إيران والسعودية، في خطوة يُنظر إليها على أنها محاولة لتعزيز مكانة العراق كممر تجاري إقليمي يربط بين الخليج والشرق الأوسط.

ويأتي القرار ضمن مساعي بغداد لتوسيع شبكة منافذها التجارية وتنويع بواباتها البرية بما يخدم التنمية الاقتصادية ويعزز حضورها الاستراتيجي.

وقال علي سعدون اللامي، عضو مجلس النواب عن محافظة ميسان، إن الحكومة العراقية حصلت على موافقة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني واللجنة الاستشارية في هيئة المنافذ الحدودية لبدء العمل على فتح معبر جيلات الحدودي مع إيران.

وأضاف اللامي أن المعبر يقع في قضاء علي الغربي شمال محافظة ميسان، ويبعد نحو 30 كيلومترًا فقط عن الحدود، مشيرًا إلى أن موقعه الاستراتيجي سيمنح ميسان دفعة اقتصادية كبيرة.

قرب المعبر من مدينة إيلام الإيرانية يجعله خيارًا أكثر سهولة لحركة الأشخاص والبضائع مقارنة بالطرق الطويلة والمعقدة الحالية. وبالنظر إلى الطبيعة الزراعية والصناعية لمحافظة ميسان، فإن هذا المنفذ قد يحولها إلى محطة رئيسية للتبادل التجاري بين العراق وإيران، ويوفر فرصًا جديدة للاستثمار المحلي.

معبر العويكيلة مع السعودية: بوابة نحو الخليج

بالتوازي مع ذلك، أعلن علاء الدين القيسي، المتحدث باسم هيئة المنافذ الحدودية، أن المجلس صوت على استكمال الإجراءات الخاصة بفتح معبر العويكيلة مع السعودية.

ويمثل هذا القرار خطوة مهمة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين بغداد والرياض، خصوصًا في ظل مساعي البلدين لزيادة التبادل التجاري وتنمية الاستثمارات المشتركة.

فالعراق يمتلك حدودًا طويلة مع السعودية تمتد لأكثر من 800 كيلومتر عبر محافظات الأنبار والنجف، ما يمنحه فرصة ليكون محورًا لوجستيًا رئيسيًا في تجارة البضائع والسلع بين الخليج والعراق، بل وبين الخليج ودول الشام أيضًا.

حدود ممتدة… وأهمية استراتيجية

يملك العراق حدودًا برية واسعة مع كل من إيران والسعودية:

الحدود العراقية – الإيرانية تمتد لمسافة تقارب 1458 كي

لومترًا، عابرةً محافظات البصرة وميسان وواسط وديالى، وصولًا إلى السليمانية في إقليم كردستان. هذه الحدود النشطة تاريخيًا تُعد شريانًا حيويًا للتجارة وحركة الزوار الدينيين.

الحدود العراقية – السعودية تمتد لنحو 811 كيلومترًا عبر مناطق صحراوية في الجنوب الغربي، وتشكل ممرًا استراتيجيًا يمكن أن يحوّل العراق إلى جسر تجاري يربط الخليج بالشام والعالم.

فتح معابر جديدة على هذين المحورين يعزز موقع العراق كممر استراتيجي، ويمنحه القدرة على لعب دور اقتصادي وسياسي أكبر في المنطقة.

مكاسب اقتصادية وتنموية

يتوقع أن يساهم معبر جيلات في تنشيط حركة التجارة عبر ميسان، بما يوفر فرص عمل جديدة ويعزز موارد المحافظة. في الوقت نفسه، يفتح معبر العويكيلة الباب أمام استثمارات سعودية متزايدة، خصوصًا مع توجه الرياض لزيادة حضورها الاقتصادي في العراق في قطاعات الزراعة والطاقة والبنية التحتية.

كما أن هذه الخطوات تتماشى مع رؤية بغداد لتعزيز التنويع الاقتصادي، وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للإيرادات. فتح المعابر الجديدة قد يساعد أيضًا في تنشيط قطاع النقل والخدمات اللوجستية، ما يضع العراق في موقع تنافسي كمركز عبور إقليمي.

إضافة إلى الفوائد الاقتصادية، فإن الخطوة تحمل رسائل سياسية واضحة:

مع إيران، تعكس الخطوة استمرار العلاقات التجارية العميقة رغم التوترات السياسية الإقليمية.

مع السعودية، فهي تعبير عن تحسن العلاقات بين بغداد والرياض، في ظل محاولات العراق التوازن بين جيرانه وإعادة صياغة دوره في المنظومة الخليجية.

من هذا المنظور، فإن فتح المعابر لا يُقرأ فقط كتوسعة تجارية، بل أيضًا كمؤشر على رغبة بغداد في لعب دور وسطي يجمع بين المتناقضات الإقليمية.

وبهذا القرار، يخطو العراق خطوة جديدة نحو ترسيخ موقعه كبوابة تجارية إقليمية، مستفيدًا من موقعه الجغرافي الفريد وحدوده الطويلة مع جيرانه.

إذ أن فتح معبري جيلات مع إيران والعويكيلة مع السعودية يفتح آفاقًا اقتصادية واسعة ويمنح البلاد فرصة لإعادة تعريف دورها كحلقة وصل بين الخليج وبلاد الشام وآسيا الوسطى.

وبينما تتضح المكاسب الاقتصادية تدريجيًا، يبرز البعد السياسي للخطوة باعتباره جزءًا من رؤية أشمل لتعزيز استقلال العراق الاقتصادي والتموضع كقوة توازن في الإقليم.

الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=72855

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى