كارفور تغادر الكويت وماجد الفطيم تملأ الفراغ بعلامة “هايبر ماكس”
أعلنت سلسلة التجزئة الفرنسية كارفور إغلاق جميع متاجرها في الكويت اعتبارًا من 16 سبتمبر/أيلول، في خطوة مفاجئة أكدت الشركة خبرها عبر منشور على إنستغرام مساء الثلاثاء دون تقديم تفاصيل إضافية.
وبهذا القرار، تنضم الكويت إلى قائمة الأسواق الخليجية التي خرجت منها كارفور خلال الأشهر الماضية، بعد إغلاق متاجرها في البحرين قبل أيام فقط، وسلطنة عمان في يناير/كانون الثاني، والأردن في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وحتى الآن، لم تصدر شركة ماجد الفطيم، المشغل الإقليمي ومقرها دبي، أي تعليق رسمي على قرار الإغلاق.
لكن الشركة بادرت سريعًا إلى ملء الفراغ عبر إطلاق علامتها التجارية الجديدة هايبر ماكس للمواد الغذائية، حيث افتتحت متاجرها في جميع المواقع التي انسحبت منها كارفور.
ويبدو أن هذا التحرك ليس مجرد بديل مؤقت، بل بداية لإستراتيجية إعادة تموضع أوسع، تعكس رغبة ماجد الفطيم في تقليص اعتمادها على اسم كارفور، وتوسيع بصمتها الخاصة في قطاع التجزئة الإقليمي.
شراكة تاريخية تحت الاختبار
دخلت ماجد الفطيم إلى سوق التجزئة الإقليمي عام 1995 بجلب علامة كارفور إلى الشرق الأوسط. وفي 2013، عززت شراكتها مع المجموعة الفرنسية عبر شراء 25% من أعمالها في قطاع الهايبر ماركت مقابل 530 مليون يورو، ومددت اتفاقية الامتياز الحصري حتى عام 2025.
وفي أبريل الماضي، أكدت كارفور أنها جددت اتفاقيتها مع ماجد الفطيم لتشغيل أكثر من 400 متجر في 20 دولة، تمتد من الشرق الأوسط ومصر إلى شرق أفريقيا وجورجيا.
ومع ذلك، تثير وتيرة الإغلاقات الأخيرة تساؤلات حول مستقبل العلامة الفرنسية في المنطقة، خصوصًا مع صعود “هايبر ماكس” كخيار بديل.
إستراتيجية “كارفور 2026” ومفارقات الواقع
أشارت مجموعة كارفور الفرنسية سابقًا إلى خطتها “كارفور 2026″، والتي تستهدف دخول 10 أسواق جديدة، معظمها في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا.
لكن الخطوات على الأرض تسير عكس هذا الاتجاه في الخليج، حيث يغادر الاسم الفرنسي أسواقًا مهمة بينما تملأها علامة تجارية جديدة من صنع الشريك الإقليمي.
ويرى مراقبون أن هذا يعكس تحوّلًا في ميزان القوة بين الشركة الفرنسية وشريكها الخليجي؛ إذ لم تعد كارفور وحدها المحرك الرئيس، بل باتت ماجد الفطيم تمتلك القدرة على صياغة بدائل محلية أكثر مرونة.
توسع “هايبر ماكس”
وفق بيانات الشركة، تخطط ماجد الفطيم للتوسع السريع بعلامتها “هايبر ماكس”. فقد أعلنت عن افتتاح ستة متاجر في البحرين بعد انسحاب كارفور، إضافة إلى 44 موقعًا في الأردن وسلطنة عمان.
وبذلك، تُرسّخ الشركة شبكتها الإقليمية التي تضم اليوم أكثر من 390 متجرًا عبر 12 سوقًا في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.
ويعكس التحول توجهًا استراتيجيًا لتقليل الاعتماد على الامتيازات الأجنبية وتطوير علامات تجارية محلية تحمل هوية إقليمية، بما يمنح الشركة مرونة أكبر في التسعير والتوسع والتكيّف مع أسواقها الأساسية.
تداعيات على المستهلكين والأسواق
بالنسبة للمستهلكين في الكويت والبحرين والأردن وعُمان، قد يبدو التغيير محدود الأثر طالما أن المواقع والخدمات تستمر تحت اسم جديد. لكن على المستوى الأوسع، فإن انسحاب كارفور يرمز إلى إعادة تشكيل مشهد التجزئة الإقليمي، حيث تتجه الشركات المحلية والإقليمية لتعزيز سيطرتها على السوق بعيدًا عن الاعتماد على العلامات الغربية.
كما أن استمرار توسع “هايبر ماكس” يضع منافسين إقليميين وعالميين أمام تحدٍ جديد، إذ يجمع بين خبرة تشغيلية تمتد لعقود، وقاعدة زبائن واسعة بُنيت تحت مظلة كارفور، ومرونة في بناء علامة تجارية محلية أكثر توافقًا مع خصوصية الأسواق الخليجية.
ويمثل قرار إغلاق كارفور لجميع فروعها في الكويت، بعد أيام من الانسحاب من البحرين، لحظة فارقة في علاقة التجزئة بين فرنسا والخليج.
وبينما تواصل كارفور التركيز على أسواق جديدة في أفريقيا وآسيا، تتحرك ماجد الفطيم بسرعة لتثبيت علامتها “هايبر ماكس” كقوة صاعدة في تجارة التجزئة الإقليمية.
والمشهد الجديد يعكس تحوّلًا في طبيعة الامتيازات التجارية، من الاعتماد على الأسماء العالمية إلى تعزيز العلامات المحلية المدعومة برؤوس أموال وخبرة تشغيلية إقليمية، في وقت يتغير فيه توازن النفوذ داخل أسواق الشرق الأوسط.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=72741



