أخبار الخليج

قطر تعلن عن بيان مشترك وقعته 16 دولة بشأن سلامة “أسطول الصمود العالمي”

أعلنت دولة قطر عن بيان مشترك وقّعته مع 15 دولة أخرى، أعربت فيه عن قلقها العميق بشأن سلامة “أسطول الصمود العالمي” الذي يستعد للإبحار باتجاه قطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي وإيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين.

وجاء البيان موقعًا من وزراء خارجية كل من: قطر، وبنغلاديش، والبرازيل، وكولومبيا، وإندونيسيا، وإيرلندا، وليبيا، وماليزيا، والمالديف، والمكسيك، وباكستان، وسلطنة عمان، وسلوفينيا، وجنوب أفريقيا، وإسبانيا، وتركيا.

ويعكس هذا الطيف الجغرافي والسياسي المتنوع رغبة دول من أربع قارات في إظهار موقف موحد تجاه القضية الفلسطينية، بعيدًا عن الحسابات الإقليمية الضيقة.

وبحسب البيان، فإن الهدف من المبادرة يتمثل في حماية حق المواطنين المشاركين في الأسطول، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، إلى جانب تعزيز الوعي الدولي بالكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع بعد نحو عامين من الحرب والحصار المشدد.

أهداف الأسطول ورسالة الحكومات

أوضح البيان أن “أسطول الصمود العالمي”، وهو مبادرة مدنية دولية، أعلن أن هدفه الرئيس هو إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وزيادة الوعي بالاحتياجات الإنسانية الملحة للشعب الفلسطيني.

وأضاف الوزراء: تشاطر حكوماتنا هذين الهدفين — السلام وتقديم المساعدات الإنسانية — إلى جانب الالتزام باحترام القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني.

كما دعا الموقعون جميع الأطراف، في إشارة ضمنية إلى إسرائيل، إلى الامتناع عن القيام بأي عمل “غير قانوني أو عنيف” ضد الأسطول، والتقيد الصارم بمبادئ القانون الدولي.

تحذير من الاعتداءات

حذّر البيان من أن أي انتهاك للقانون الدولي أو لحقوق المشاركين في الأسطول، سواء عبر الاعتداء على السفن في المياه الدولية أو عبر الاحتجاز غير القانوني، سيفضي إلى المساءلة.

وجاءت الرسالة واضحة: المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي في حال تكرار سيناريوهات سابقة، مثل الاعتداء الإسرائيلي على “أسطول الحرية” عام 2010، والذي خلّف قتلى وجرحى وأثار عاصفة دبلوماسية واسعة.

ورغم أن البيان يركز على الجانب الإنساني، إلا أن صدوره عن دول تمثل خليطًا من الديمقراطيات الغربية والاقتصادات الناشئة والدول الإسلامية، يضفي على الموقف بعدًا سياسيًا ورسالة ضغط على إسرائيل.

فإسبانيا وإيرلندا مثلًا تقودان تيارًا داخل الاتحاد الأوروبي أكثر جرأة في انتقاد الاحتلال الإسرائيلي. أما دول مثل جنوب أفريقيا وتركيا وماليزيا، فلطالما اتخذت مواقف صريحة داعمة لحقوق الفلسطينيين.

إلى جانب ذلك، يتيح البيان لقطر تعزيز موقعها كوسيط فاعل في الأزمة، إذ جمعت دولًا متباينة الرؤى تحت سقف موقف واحد بشأن حماية الأسطول والالتزام بالقانون الدولي.

غزة بين الحرب والحصار

يأتي البيان في وقت يعيش فيه قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث. فالحرب المتواصلة منذ أكتوبر 2023 تسببت في سقوط عشرات الآلاف من الضحايا، بينما يواجه السكان نقصًا حادًا في الغذاء والدواء والوقود، وسط دمار واسع للبنية التحتية.

وبحسب منظمات أممية، يعتمد أكثر من 80% من سكان غزة على المساعدات الخارجية للبقاء على قيد الحياة، فيما يتعرض القطاع لحصار خانق يمنع دخول معظم السلع الأساسية.

ولهذا، يرى مراقبون أن الأسطول ليس مجرد مبادرة رمزية، بل محاولة ملموسة لتخفيف معاناة السكان، حتى وإن كانت نتائجه العملية محدودة أمام القيود الإسرائيلية.

ويضع البيان إسرائيل أمام اختبار جديد: هل ستسمح للأسطول بالوصول إلى وجهته، أم ستكرر سيناريوهات القوة التي واجهت بها قوافل مماثلة في الماضي؟ الإجابة ستحدد ما إذا كان المجتمع الدولي سيكتفي بالتحذيرات، أم سيتحرك نحو إجراءات أكثر صرامة إذا تم انتهاك القانون الدولي مجددًا.

الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=72738

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى