الحوثيون يتهمون الأمم المتحدة بـ”التجسس تحت غطاء الحصانة” بعد اقتحام مقرها في صنعاء
اتهمت جماعة الحوثيين الأمم المتحدة باستخدام الحصانة القانونية لموظفيها في اليمن كغطاء “للتجسس”، وذلك عقب اقتحام مسلحين تابعين للجماعة مقر المنظمة الدولية في العاصمة صنعاء واعتقال عدد من موظفيها.
ووقع الاقتحام يوم الأحد الماضي، بعد غارة إسرائيلية استهدفت صنعاء وأدت إلى مقتل رئيس وزراء الحكومة التابعة للحوثيين أحمد الرهوي وعدد من الوزراء الآخرين. وردًا على هذه الضربة، اقتحم الحوثيون مقرًا للأمم المتحدة، واعتقلوا ما لا يقل عن 18 موظفًا دوليًا، في تصعيد خطير للعلاقة المتوترة بين الجماعة والهيئات الأممية.
وأصدرت وزارة الخارجية في حكومة الحوثيين بيانًا قالت فيه إنها “تحترم اتفاقية امتيازات وحصانات الأمم المتحدة لعام 1946″، لكنها شددت على أن هذه الحصانات “لا تحمي أنشطة التجسس أو من يمارسونها ولا توفر لهم غطاءً قانونيًا”.
الاعتقالات السابقة
قبل هذه الحادثة، كان الحوثيون يحتجزون بالفعل 23 موظفًا أمميًا منذ سنوات، بينهم من اعتُقل عام 2021. وفي فبراير الماضي، توفي أحد موظفي الأمم المتحدة أثناء احتجازه لدى الجماعة، ما أثار تنديدًا واسعًا من المجتمع الدولي.
وردت الأمم المتحدة عبر المتحدث باسمها ستيفان دوجاريك الذي قال الأربعاء إن “مكاتب اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي لا تزال تحت سيطرة الحوثيين”، مجددًا الدعوة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الموظفين المعتقلين.
وأكد دوجاريك أن الحوثيين اقتحموا أيضًا مجمع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، محذرًا من خطورة المساس بحرمة مقار الأمم المتحدة. وأضاف: “نؤكد مجددًا على ضرورة ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات”.
من جانبها، اتهمت وزارة الخارجية الحوثية الأمم المتحدة بـ”التحيز”، قائلة إنها سارعت لإدانة “الإجراءات القانونية التي اتخذتها الحكومة ضد خلايا التجسس”، لكنها لم تدن الغارة الإسرائيلية الأخيرة على صنعاء، وفق ما نقلته وكالة أنباء “سبأ” التابعة للحوثيين.
صراع ممتد منذ عقد
تأتي هذه التطورات في سياق صراع معقد تعيشه اليمن منذ أكثر من عشر سنوات. فمنذ أن سيطر الحوثيون المتحالفون مع إيران على صنعاء في أواخر عام 2014، انقسمت البلاد بين إدارتين: حكومة الحوثيين في صنعاء والحكومة المعترف بها دوليًا والمدعومة من السعودية في عدن.
هذا الانقسام أطلق حربًا طويلة الأمد خلّفت أزمة إنسانية غير مسبوقة، وجعلت اليمن ساحةً لتدخلات إقليمية ودولية متشابكة.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=72631



