المال والأعمال

إشارات اقتصادية أمريكية متباينة تكبح أداء وول ستريت خلال الأسبوع

أنهت مؤشرات وول ستريت أسبوعها على تراجع نسبي، بعد أداء قوي في الأيام السابقة، وسط تفاعل المستثمرين مع إشارات اقتصادية أمريكية متضاربة وتهديدات جديدة من الرئيس دونالد ترامب بإجراءات تجارية ضد الاتحاد الأوروبي.

سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500، الذي يُعد مقياسًا واسعًا لأداء السوق الأمريكي، ارتفاعًا بنسبة 0.6% خلال الأسبوع، فيما صعد ناسداك بنسبة 1.5% بدعم من أسهم التكنولوجيا. أما مؤشر داو جونز الصناعي، فتراجع بنسبة 0.1%. وبذلك بلغ إجمالي مكاسب المؤشرات منذ بداية العام 7.1% و8.2% و4.2% على التوالي.

بيانات متباينة: بين التفاؤل والحذر

جاء أداء السوق مدفوعًا بتقارير اقتصادية إيجابية في بعض الجوانب، إذ أظهرت بيانات وزارة العمل انخفاضًا في طلبات إعانة البطالة للأسبوع المنتهي في 12 يوليو، في مؤشر على استمرار قوة سوق العمل. كما سجلت مبيعات التجزئة لشهر يونيو أداءً فاق التوقعات، مما عزز ثقة المستهلكين في بداية يوليو.

لكن في المقابل، جاء ارتفاع معدل التضخم ليسبب قلقًا للمستثمرين، حيث صعد مؤشر أسعار المستهلك إلى 2.7%، مرتفعًا من 2.4% في مايو، وهو ما يبقي التضخم فوق مستهدف الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي البالغ 2%. كما تراجع مؤشر أسعار المنتجين إلى 2.3% من 2.5%، مما يعكس ضغوطًا متباينة على الأسعار.

وإلى جانب هذه المؤشرات، تراجع الاستثمار السكني ومعدلات بناء المنازل، في إشارة إلى ضعف محتمل في قطاع العقارات.

توتر سياسي وتجاري يزيد الضبابية

التقلب في الأسواق تعزز بفعل التطورات السياسية، حيث أعاد ترامب انتقاداته اللاذعة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، متهما إياه بعرقلة مساعي خفض الفائدة، ومهددًا مرة أخرى – ثم نافياً – إمكانية عزله. هذه التصريحات أثارت مخاوف من اضطراب مؤسسي قد يؤثر سلبًا على الأسواق.

كما هدد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة تتراوح بين 15% و20% على منتجات الاتحاد الأوروبي، مما أعاد إلى الواجهة مخاطر الحروب التجارية، وخصوصًا في ظل مفاوضات حساسة مع الشركاء الأوروبيين.

أداء متباين عالميًا

في أوروبا، شهدت الأسواق تقلبًا مشابهًا، حيث أغلق فوتسي 100 البريطاني مرتفعًا بنسبة 0.2%، بينما تراجع داكس الألماني 0.3%، واستقر كاك 40 الفرنسي دون تغيير، وسط ترقب لموقف واشنطن من الرسوم الجمركية ومستجدات أرباح الشركات.

أما في آسيا، فقد دعمت تصريحات بكين بشأن كبح الممارسات السعرية العدوانية شركات التكنولوجيا، مما ساعد مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ على القفز بنسبة 1.3%، وارتفع مؤشر شنغهاي المركب 0.5%. في المقابل، تراجع نيكي 225 الياباني 0.2% في ظل ترقب المستثمرين لنتائج انتخابات مجلس الشيوخ المرتقبة.

النفط والأسواق السلعية

وفي سوق الطاقة، شهدت أسعار النفط تذبذبًا حادًا، إذ صعدت بداية الجمعة بسبب مخاوف من تعطل الإمدادات إثر هجمات بطائرات مسيرة في العراق، قبل أن تعود للتراجع مع صدور بيانات أمريكية مختلطة. كما ساهمت العقوبات الأوروبية الجديدة على روسيا في زيادة التوترات الجيوسياسية المرتبطة بإمدادات النفط.

وتعكس تحركات الأسواق هذا الأسبوع حالة من الحذر والترقب، وسط توازن هش بين مؤشرات اقتصادية مشجعة وقلق مستمر من التضخم والسياسات التجارية غير المتوقعة. وتبقى نظرة المستثمرين متأرجحة بين التفاؤل الحذر والمخاوف من صدمات سياسية قد تؤثر في مسار أكبر اقتصاد في العالم خلال النصف الثاني من العام.

الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=72031

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى