المال والأعمال

أكبر بنك في أوروبا يفتتح مركزًا للثروات في دبي وسط تدفق المليونيرات للإمارات

أعلن بنك HSBC، أكبر بنك في أوروبا من حيث الأصول، عن إطلاق مركز ثروات مخصص للعملاء الأثرياء في دبي، في خطوة تهدف إلى تعزيز حضوره في سوق إدارة الأصول والثروات الذي يشهد نمواً غير مسبوق في الإمارات، بالتزامن مع تدفق تاريخي لأصحاب الملايين من مختلف أنحاء العالم.

وقال دينيش شارما، رئيس إدارة الثروات الدولية والخدمات المصرفية المتميزة في البنك لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، إن الإمارات تُعد واحدة من أهم خمس أسواق للبنك عالمياً.

وأضاف أن HSBC يعتزم تنفيذ “أكبر استثمار له في العقدين الماضيين” خلال السنوات الثلاث إلى الأربع المقبلة. ويشمل الاستثمار أربع ركائز رئيسية: البنية التحتية، الموارد البشرية، القدرات، والتسويق.

وتابع شارما: “نرى أن دولة الإمارات تطور نفسها كمركز عالمي للثروة، واستثماراتنا مصممة لدعم هذا التوجه، تماماً كما كانت سنغافورة في الماضي”.

بيئة جاذبة للثروات

خطوة HSBC تأتي في ظل تحوّل الإمارات إلى وجهة رئيسية لإدارة الأصول العالمية. فقد عززت الإصلاحات التنظيمية ونمط الحياة المعفى من الضرائب جاذبية الدولة، إلى جانب موقعها كبوابة نحو الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.

ووفق تقرير هجرة الثروات 2025 الصادر عن هينلي آند بارتنرز ونيو وورلد ويلث، من المتوقع أن تستقطب الإمارات نحو 9800 مليونير جديد هذا العام، في رقم قياسي عالمي. ويبلغ عدد أصحاب الملايين في دبي وحدها نحو 81,200 مليونير و20 مليارديراً حتى نهاية 2024.

وقد أدى هذا النمو إلى ارتفاع عدد أصحاب الملايين في الإمارات إلى أكثر من 130 ألفاً، فيما تجاوزت الأصول المالية الشخصية في البلاد 700 مليار دولار، بزيادة تفوق 20% خلال السنوات الثلاث الماضية.

منافسة عالمية محتدمة

بنك HSBC ليس اللاعب الوحيد الذي يوسع وجوده في الإمارات. فقد أعلن جي بي مورغان تشيس العام الماضي عن تشكيل فريق مصرفي خاص في الدولة، بينما استحوذت روتشيلد وشركاه هذا الشهر على عمليات بنك ليختنشتاين لاندسبانك في الإمارات.

كما رسخت شركات إدارة الأصول العملاقة مثل بلاك روك وPGIM ونوفين وجودها في أبوظبي، ما يعكس المنافسة المتزايدة بين المؤسسات المالية العالمية للاستفادة من الطفرة في سوق الثروات الإماراتي.

وأشار شارما إلى أن المليونيرات الوافدين إلى الإمارات يأتون من خلفيات متنوعة: 31% من الهند، 20% من أسواق الشرق الأوسط، 14% من روسيا ورابطة الدول المستقلة، و12% من المملكة المتحدة وأوروبا.

وأوضح أن المستثمرين الصينيين باتوا يشكلون شريحة متنامية، حيث احتلت الصين المركز الرابع العام الماضي بين المستثمرين العقاريين بنسبة 9% من إجمالي الصفقات.

تحديات تنظيمية

إعلان HSBC عن المركز الجديد جاء بعد أسابيع من تقارير إعلامية تفيد بأن البنك اضطر للتخلي عن أكثر من ألف عميل ثري في الشرق الأوسط، ضمن إجراءات تدقيق تنظيمي تستهدف العملاء ذوي المخاطر العالية.

وشمل ذلك عملاء من أسواق مثل لبنان ومصر وقطر، رغم امتلاك الكثير منهم أصولاً تفوق 100 مليون دولار.

لكن إدارة البنك تؤكد التزامها بالمنطقة. وقال باري أوبيرن، الرئيس التنفيذي لقطاع الثروات الدولية والخدمات المصرفية المتميزة في HSBC، إن البنك لديه “التزام مطلق تجاه أعمال الثروات في الشرق الأوسط وسويسرا”، مشيراً إلى أن المنطقة شكلت 37% من إيرادات أعمال HSBC الشرق الأوسط في 2024، و13% من الثروة الدولية للبنك.

مركز جميرا… والخطط المستقبلية

سيتم إنشاء المركز الجديد في فرع جميرا الرئيسي للبنك في دبي، حيث سيوفر للعملاء الأثرياء مساحة مخصصة للقاء مديري علاقاتهم وبحث استراتيجيات استثمارية مصممة حسب احتياجاتهم.

وأكد شارما أن هذه الخطوة تمثل “تطوراً منطقياً” بالنظر إلى التدفق المستمر للمليونيرات إلى السوق المحلي، مشيراً إلى أن البنك يدرس أيضاً إنشاء مراكز مماثلة في أبوظبي مستقبلاً.

وبهذا التوسع، ينضم HSBC إلى قائمة المؤسسات المالية العالمية التي تراهن على الإمارات كمركز رئيسي للثروة العالمية، في وقت تتزايد فيه المنافسة بين العواصم المالية الكبرى لاستقطاب العملاء فاحشي الثراء وإدارة أصولهم.

الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=72735

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى