أسعار النفط ترتفع إلى أعلى مستوى في أسبوعين بدعم آمال خفض الفائدة
ارتفعت أسعار النفط العالمية إلى أعلى مستوياتها منذ أسبوعين، مدفوعة بمزيج من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية، أبرزها تعثر محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، وتزايد التوقعات بأن يمضي مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في خفض أسعار الفائدة خلال ديسمبر.
كما راقب المتداولون عن كثب التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا، إلى جانب المباحثات الجارية بين موسكو ونيودلهي بشأن مستقبل الصادرات الروسية.
وسجل خام برنت ارتفاعًا بنسبة 0.8% ليغلق عند 63.75 دولارًا للبرميل، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.7% ليصل إلى 60.08 دولارًا.
ويمثل هذا الارتفاع أعلى مستوى إغلاق لكلا الخامين منذ 18 نوفمبر، إضافة إلى مكاسب أسبوعية جديدة بلغت نحو 1% لبرنت و3% لغرب تكساس، في ثاني أسبوع من الصعود المتتالي.
وشكّل توقف التقدم في مفاوضات السلام الأوكرانية أحد أبرز أسباب دعم الأسعار، إذ خفّض من احتمالات التوصل إلى اتفاق قد يعيد تدفق النفط الروسي إلى الأسواق العالمية.
والاتفاق — إن تحقق — كان من شأنه تخفيف العقوبات المفروضة على شركات النفط الروسية الكبرى، وزيادة الإمدادات في سوق تعاني أصلًا من مخاوف فائض العرض.
ورغم هذه العوامل الداعمة، ظل الحذر مسيطرًا على المتداولين. فقد أشار محللون إلى أن قرار “أوبك+” تثبيت مستويات الإنتاج للربع الأول من 2026، ومواقف إدارة ترامب الأقل تشددًا تجاه المناخ، فضلًا عن غياب التقدم في المحادثات الروسية الأمريكية، لم تدفع المشترين بقوة إلى السوق.
كما أن خام غرب تكساس بقي دون متوسطه المتحرك في 50 يومًا، ما يعكس استمرار النظرة السلبية على المدى المتوسط.
وعززت الأسواق مكاسبها مع ارتفاع احتمالات خفض الفائدة الأمريكية بأكثر من 85%، وهو ما يتوقع الخبراء أن يضعف الدولار ويدعم أسعار السلع المقومة به، وعلى رأسها النفط.
كما حصلت الأسعار على دعم إضافي بعد تقارير حول هجمات أوكرانية بطائرات مسيرة استهدفت منشآت نفطية روسية، بينها منشآت أساسية في اتحاد خط أنابيب بحر قزوين.
في المقابل، حدّ من صعود الأسعار ارتفاع المخزونات الأمريكية خلال الأسبوع الأخير من نوفمبر، بعد زيادة بلغت 574 ألف برميل، إلى جانب استمرار الضغوط الناجمة عن تخفيض السعودية أسعار الخام المتجه إلى آسيا.
وتراقب الأسواق تطورات التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا، بعد تلويح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإجراءات ميدانية ضد شبكات المخدرات الفنزويلية، وهي خطوة قد تهدد إنتاج فنزويلا الذي يبلغ 1.1 مليون برميل يوميًا.
ويتابع المستثمرون كذلك باهتمام نتائج زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الهند، وسط تنامي اعتماد نيودلهي على الخام الروسي المخفض.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=73222
